لم تشهد مدينة صيدا حتى الآن أيّ حراكٍ انتخابيّ واضح المعالم، في حين أن الترقب ما زال سيّد الموقف حيالَ قرار النائب بهية الحريري بشأن إمكانية الترشح للانتخابات من عدمه.
وفي هذا الإطار، تقول مصادر نيابية مقرّبة من الحريري لـ”لبنان24″ إنّ “الأخيرة لم تتخذ أي قرارٍ حتى الآن بشأن الانتخابات خصوصاً بعد انكفاء تيار المستقبل عن المشاركة في الاستحقاق المقبل”.
وأضافت المصادر: “الأمور ستتوضح خلال الفترة القليلة المقبلة، وسيكون هناك إعلانٌ واضح لذلك والقرار قد يُحسم في وقت قريب”.
التوافق مُمكن؟
في الواقع، تعتبرُ أوساط سياسيّة أن عدم ترشح النائب بهية الحريري للانتخابات في صيدا، سيؤدي إلى تراجع مكانة آل الحريري السياسيّة بشكل كبير لاسيما بعد تعليق الرئيس سعد الحريري عمله بالحياة السياسية.
في المقابل، فإنّه من الممكن أن يبرزَ سيناريو جديد تقوده مختلف الأطراف في صيدا، إذ تمنّت مصادر سياسيّة أن تطرح جهات سياسية فاعلة في المدينة فكرة التوافق بين الجميع، بمعنى أن “بوابة الجنوب” قد لا تشهدُ معركة انتخابية بين القطبين الأساسيين: النائب بهيّة الحريري والنائب أسامة سعد.
وفي حال طُرِح هذا السيناريو أو تم تبنّيه من قبل مختلف الأفرقاء، فإن مكانة الحريري ستبقى ثابتة سياسياً في مدينة صيدا، كما أن وجودها سيتكرّس مُجدداً ضمن المعترك النيابي وذلك بتوافق سياسي كاملٍ بين الأقطاب المؤثرة في صيدا.
وفعلياً، فإن الأطراف العديدة في صيدا تتحدّث عن المرحلة التي ستشهدها المدينة في حال غياب النائب بهية الحريري عن المشهد، إذ أنها تتمتع بشعبية واسعة في منطقتها ولديها وزنٌ كبير لدى شريحة واسعة من الصيداويين. وعليه، فإن هذا الأمر يمكن أن يؤخذ بعين الاعتبار وتتم مراعاته بشكل كبير، في حين أن لعبة الحفاظ على التوازنات في المدينة قد تفرض نفسها أيضاً للذهاب نحو توافق وعدم خوض معركة وبالتالي إبقاء المقعدين السّنيين في المدينة في عهدة النائبين الحريري وسعد.