القوات الاشتراكي: تحالف الضرورة

5 فبراير 2022
القوات الاشتراكي: تحالف الضرورة

يصر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط على التأكيد خلال اطلالاته الاعلامية ان التحالف الانتخابي بينه وبين القوات اللبنانية محسوم وان الاشتراكي يتجه الى تدعيم هذا التحالف سياسيا من خلال جنوحه مجددا نحو التصعيد السياسي في وجه خصومه ما يتناسب مع الخطاب القواتي.
 
يعرف جنبلاط مخاطر التحالف مع القوات في ظل تقارب الاخير الكبير مع السعودية، اذ ان الامر سيعني حتما قبوله بالقيادة القواتية للحالة السياسية التي تواجه حزب الله وقبوله ايضا ان يكون تحت هذه القيادة بشكل او بآخر، وهذا تنازل جنبلاط غير مسبوق.
 
تستفيد القوات عمليا من تحالفها مع الاشتراكي في دائرتين اساسيتين، الاولى دائرة الشوف وعاليه، اذ ان القوات تضمن من خلال تحالفها مع جنبلاط الفوز بمقعدين نيابيين في الدائرة في حين انها لن تستطيع الفوز بأكثر من نائب في حال خاضت المعركة وحيدة بالرغم من قربها من الحاصل الثاني.
 
لكن القوات لا تزال تحاول تحسين شروطها التفاوضية في الشوف وعاليه، اذ تسعى الى استبدال احد مقاعدها السابقة بمقعد مختلف وهذا ما لم يقبل به الحزب التقدمي الاشتراكي بعد، وهذا ما يوحي بأن القوات على ثقة بأن التحالف مع جنبلاط ثابت بالجبل حتى لو حصلت خلافات على مقعد من هنا واخر من هناك.
 
الدائرة الثانية التي ستستفيد القوات من تحالفها مع الاشتراكي فيها هي دائرة بعبدا، حيث تحسم قدرتها على الفوز بمقعد نيابي في الدائرة في حين ستكون مضطرة لخوض معركة جدية في الدائرة في حال خاضت الانتخابات منفردة.
 
اما الاشتراكي فيستطيع من خلال تحالفه مع القوات تحصين مقعده النيابي في دائرة البقاع الغربي وراشيا ، وخوض معركة على الحاصل الثاني، لكن هذه الحاجة الانتخابية المشتركة تضاف اليها حاجة سياسية جدية لا يمكن تجاوزها.
 
اذ ان غياب تيار المستقبل عن الساحة السياسية، يجعل من القوات والاشتراكي بحاجة لاعادة التكتل كي لا تتمكن قوى الثامن من اذار من الاستفراد بهما سياسيا بعد الانتخابات النيابية، ان كان في الحكومة او في المجلس النيابي…. من هنا يمكن قراءة التقارب المستمر بين الطرفين والذين من المتوقع ان يتعمق في المرحلة المقبلة.