شدد المفتي السابق للجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، في بيان اليوم، على أن “خمار الرأس للمرأة المسلمة من الشعائر الدينية، وعلى المسيء أن يتفهم حقيقة الحجاب، وأن المسلمين وعلماءهم في جهوزية للتصدي لمحاولات ضرب شعائرهم”.
وقال: “أحببت اليوم أن أتوجه إليكم بكلمة محبة عن الإسلام والمسلمين لأذكركم بأن حجاب المرأة المسلمة هو شعيرة من شعائر الله وعبادة من العبادات الواجبة على نساء المسلمين، تماما كما الصلاة والصيام، وقال الله تعالى في القرآن الكريم: “ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب”. وأحب أن أذكركم بأن الدستور اللبناني نص على حرمة وحرية المعتقد الديني، وضمن للبنانيين حرمة وحرية ممارسة جميع شعائرهم الدينية، كما نص الدستور اللبناني أيضا على معاقبة من يقدم على تحقير أي من هذه الشعائر. ومن هذا المنطلق عندما فتحت المؤسسات الأمنية والعسكرية اللبنانية باب التطوع للسيدات منذ أكثر من عشر سنوات قمنا وقتها بالتوضيح وتأكيد أن حجاب المرأة المسلمة هو من الشعائر الدينية عند المسلمين وواجباتها، وعلى ذلك تم تقنين تطويع السيدات المحجبات في الأجهزة الأمنية والعسكرية التي تمنع إبراز أي شعار ديني أو حزبي أو سياسي، لذلك يجب على من يحاول أن يدخل علينا اليوم من باب القطاع الخاص لمنع الحجاب في وظائف المؤسسات والشركات التجارية بحجة سياسة عدم إظهار الرموز الدينية، أن يتنبه إلى خطورة المساس بشعائرنا الدينية والتعرض لها والتحريض على منعها في المؤسسات الخاصة، ظنا منه كائنا من كان، أن بإمكانه ترهيب المسلمات وإكراههن على التخلي عن حجابهن، فإنه واهم ولا يدرك بأن مجتمعنا المسلم عصي على محاولات العبث بشعائره الدينية، ومنها حجاب المرأة المسلمة، وإضعافه للتخلي عن هذه الشعيرة والعبادة الدينية”.
أضاف: “نذكر الجميع بأن رجال ونساء المسلمين وعلماءهم في لبنان، متمسكون بشعائر دينهم، راسخون في إيمانهم، وهم في جهوزية دائمة للتصدي لهذه المحاولات المستمرة والمتكررة في مسلسل الحرب على الإسلام من خلال محاولات ضرب مجتمعه وشعائره بشتى الوسائل. وأود من خلال كلمة المحبة اليوم أن أؤكد للجميع أن المسلمين في لبنان هم حلقة فولاذية ومتينة في نسيج هذا الوطن لبنان، وركن أساسي في بنيان مجتمعه اللبناني”.
وختم: “أتوجه إلى من بادر أمس بفعل مسيء تجاه شعيرة حجاب المرأة المسلمة وأنصحه بأن يتفهم حقيقة حجاب المرأة المسلمة وفريضته عند المسلمين، وأنه جزء من العبادة الواجبة على المرأة المسلمة وليس جزءا من زي اختياري، وأنه لا يمكن مقارنة ارتداء الحجاب في الإسلام بالشارة التي تستعمل لإظهار انتماء حزبي أو سياسي أو مذهبي، وإن استدراك هذه الحقيقة والكف عن الإساءة إلى المرأة المسلمة وشعائر عبادتها وطاعتها لله، هو أساس في حياة المشاركة بين اللبنانيين كشعب واحد يحرص فيه كل منا على الآخر، وإذا لم يتم استدراك هذا الموضوع، فنكون عندها آسفين على الحال الذي وصلنا إليه، ويكون لنا موقف وكلام مناسب في حينه، إن شاء الله تعالى”.