محطة ١٤ شباط تبلور المشهد الانتخابي سنيّا وشكوك حيال إمكان “تحالف امل والتيار”

6 فبراير 2022
محطة ١٤ شباط تبلور المشهد الانتخابي سنيّا وشكوك حيال إمكان “تحالف امل والتيار”

يبدو المشهد الداخلي في رتابة سياسية في انتظار محطة 14 شباط، ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري، التي يمكن أن تشهد تطورات بارزة لجهة بلورة المشهد الانتخابي على الساحة السنية وذلك في ظل ما يتردد عن إمكان عودة الرئيس سعد الحريري إلى بيروت قبيل هذه الذكرى وإمكان أن يوجه كلمة جديدة في هذه المناسبة، وفق ما كتبت” النهار”.

وتردد في السياق نفسه أن بهاء الحريري يستعد للمجيء إلى لبنان في الأيام التي تسبق ذكرى اغتيال والده ليشرف على الترشيحات التي يعتزم طرحها ودعمها في مناطق عدة علماً أنه ليس واضحاً بعد ما إذا كان هو نفسه يعتزم الترشح . وفي كل الأحوال فإن الحراك الانتخابي بدأ يتخذ وتيرة تصاعدية نسبياً في مسار تعجيل بعض القوى السياسية والحزبية في إنجاز ترشيحاتها وتحالفاتها وهو أمر سيبدأ يطغى على الأولويات الداخلية كلما تسارع العد العكسي لموعد الانتخابات في منتصف أيار المقبل.
ولكن على رغم تأكيد حزب الله بان التحالف سيحصل بين الثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر ثمة أوساط معنية برصد التحركات الانتخابية تؤكد أن أي تحرك جدي ومثمر لم يحصل بعد على محور عين التينة التيار وأن وساطة حزب الله بين حليفيه لاتزال دون الاختراق الذي يأمل في تحقيقه. بل إن هذه الأوساط لا تزال تبدي تشككاً في تحالف جدي وثابت بين “أمل” “والتيار الوطني الحر” في ظل الآثار العميقة للحالة العدائية التي طبعت علاقة الفريقين منذ انتخاب الرئيس ميشال عون وصولاً إلى الأيام الحالية.
ونقلت” الشرق الاوسط” عن مصدر سياسي مواكب للمشاورات المفتوحة بين مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان وبين رؤساء الحكومات، أنهم يتدارسون حالياً مجموعة من الأفكار تتعلق بترتيب البيت السني وإطفاء الحرائق السياسية التي يفتعلها البعض، ويسعى لتغذيتها والترويج لها من زاوية أن الأزمة في لبنان تعود أولاً وأخيراً إلى عزوف الحريري، وأن المكون السني هو ضحية السياسات التي اتبعها.
واكد أن السنة ليسوا في وارد مقاطعة الانتخابات النيابية، وهذا ما أكد عليه المفتي دريان ورؤساء الحكومات، وهم يتناغمون مع موقف الحريري الذي لم يطلب من محازبيه وأنصاره مقاطعتها لدى اتخاذه قراره بالعزوف عن خوضها، ويكشف أن عودته إلى بيروت للمشاركة في الذكرى السابعة عشرة لاغتيال والده تشكل مناسبة لبلورة الأفكار المؤدية للملمة الوضع.
ومع أن سفراء الاتحاد الأوروبي والسفيرة الأميركية يترقبون ما سيقوله الحريري في هذه الذكرى في حال قرر أن يوجه رسالة إلى اللبنانيين ومن خلالهم لمحازبيه وجمهوره في «التيار الأزرق»، فإنهم في المقابل لن يكفوا عن «التحريض» للمشاركة في العملية الانتخابية والإقبال بكثافة على صناديق الاقتراع، خصوصاً أن زعيم «المستقبل» لم يطلب من النواب من غير المحازبين عدم الترشح أو من سواهم ممن ينوون خوض الانتخابات.
وكتبت ” الديار”انه في ضوء التحذيرات الاخيرة التي صدرت عن اوساط في «القوات اللبنانية» والحزب التقدمي الاشتراكي في تطيير الانتخابات قال مصدر سياسي بارز لـ «الديار» امس ان الانتخابات ستجري في موعدها، وان لا احد يجرؤ على سلوك اي خيار آخر في ظل الضغوط الداخلية والخارجية لاجرائها في ايار المقبل.
وفي السياق نفسه قال احد نواب التيار الوطني الحر لـ «الديار» ان اثارة مثل هذه المخاوف والتحذيرات ربما الغرض منها توجيه الاتهام للتيار لاغراض شعبوية وانتخابية، لكنها بالتأكيد هي في غير محلها لاننا ذاهبون الى الاستحقاق الانتخابي في ايار المقبل بكل تأكيد ومن دون تردد.وسأل المصدر «هل يتجرأ احد على طرح التمديد؟ كيف يمكن لاي طرف او فريق ان يلجأ الى مثل هذا التوجه او الخيار؟ اننا في التيار عازمون على خوض الانتخابات في موعدها، وقد بدأنا التحضير لهذا الاستحقاق في كل الدوائر.
وعما اذا كان الطرف الآخر يطرح هذه التحذيرات من باب محاولة جسّ النبض قال المصدر «بغض النظر عن نوايا هذا الطرف او ذاك، هناك حقيقة لا يمكن تجاهلها هي ان لا احد من الاحزاب او التيارات او اي طرف آخر يمكن ان يتجاهل هذا الاستحقاق الذي يحظى باجماع داخلي وخارجي فالتمديد غير مطروح والانتخابات حاصلة في موعدها».
ووفقا للاجواء التي توافرت لـ «الديار» من مصادر مختلفة فان التحضيرات للمعركة الانتخابية تجري بوتيرة متصاعدة، مع العلم انها لم تدخل بعد مرحلة الحملات الانتخابية الميدانية.
وتتفاوت هذه التحضيرات بين طرف وآخر، لكن مختلف القوى قطعت شوطا كبيرا في التحضيرات اللوجستية والادارية. وان المرحلة المقبلة هي حسم المرشحين وانجاز التحالفات.
وتضيف المعلومات الثنائي الشيعي سيخوض المعركة الانتخابية على قاعدة الاتفاق الذي حصل بين «امل» وحزب الله في انتخابات العام 2018 لجهة تقاسم عدد المقاعد النيابية مع احتمال تعديل طفيف في توزيع هذه المقاعد.
ولم يحسم الثنائي مسألة الترشيحات بعد، لكن هذا الموضوع سيكون على جدول اعمال المرحلة المقبلة وفقا لحسم التحالفات في بعض الدوائر.
وبالنسبة للتداعيات التي احدثها خروج الحريري وتياره من حلبة الانتخابات قال احد نواب كتلة المستقبل امس ان قرار تعليق العمل السياسي والمشاركة في الانتخابات لا يعني ابتعادنا عن الناس والعمل العام، بل على العكس فاننا ما زلنا في صلب هذا العمل.
وابلغ المصدر «الديار» ان الرئيس الحريري سيعود الى لبنان قبل 14 شباط ذكرى اغتيال والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري، مشيرا الى ان بعض نواب الكتلة ربما يحسمون قرار الترشح بشكل مستقل بعد هذا الموعد.
واشار الى ان هناك عددا من النواب يدرس حاليا هذا الموضوع بكل تفاصيله، ملمحاً الى ان البعض سيعاود الترشح في بيروت والشمال والبقاع الغربي، وربما ايضا في اقليم الخروب.
وشدد على ان هذه الترشيحات ليست باسم تيار المستقبل او الرئيس الحريري، لكن هناك حيثيات قد تفرض حصولها.