خمس أولويات لخلاص لبنان حددها الراعي أمام اركان الدولة في عيد مار مارون

10 فبراير 2022

اكتسب الموقف الذي اعلنه البطريرك الماروني مار بشارة الراعي في قداس شفيع الطائفة أمام أركان الدولة دلالات سياسية ووطنية، حيث حدّد الأولويات الخمس الأساسية للشعب اللبناني .
وكتبت” النهار” انه “في الكلمة التي ترقّبتها الأوساط السياسية بتركيز لافت، والتي اتّسمت بأهمية خاصة في دلالات شرحها للقيم المارونية، بدا لافتاً أنّ البطريرك الراعي بات يقرن التشديد على إجراء الانتخابات النيابية بالانتخابات الرئاسية”.

واشارت مصادر بكركي في حديث مع “الأنباء” الالكترونية الى أن “البطريرك الراعي لم يخرج في الكلمة التي ألقاها عن ثوابت بكركي التي تنطلق من الحرص على استقلال وسيادة لبنان، وهو ما دأبت عليه بكركي منذ نشأة الكيان اللبناني والدور الوطني الكبير للبطريرك الماروني الياس الحويك في نشوء هذا الكيان، وهي منذ ذلك التاريخ لم تتردد في الدفاع عن ديمومة هذا الكيان في كل المحطات والحقب التي كانت تتلمس خطراً عليه”.
وقالت المصادر عينها بأن “الراعي لم يكن بوارد الخروج عن هذه الثوابت كما تردد في بعض وسائل الاعلام، لأن موقف بكركي ينطلق من حرصها على لبنان ومنعه من الانزلاق نحو المجهول كما يريد البعض، وسيد الصرح ليس بوارد تسجيل النقاط ضد أي فريق إنما حث المسؤولين على انقاذ وطنهم لأن الوطن فوق الجميع وملاذ الجميع ولا شيء يعلو على الوطن لا سلاح ولا غيره، ومن هنا كانت مطالبة الراعي بالحياد الإيجابي”.
المصادر لم تخف انزعاجها من المواقف التي صدرت عن بعض القوى السياسية “التي لا تدع مناسبة الا وتؤكد على ارتباطاتها الاقليمية وتنفيذها لأجندات خارجية لم تجلب للبنان الا الازمات وعزله عن محيطه العربي”،وكان الراعي قال في عطة قداس مار مارون: “إنّا في مناسبة هذا العيد الوطنيّ والدينيّ في آن، وبحضور قادة الدولة المحترمين، نتطلّع مع الشعب اللبنانيّ إلى خمس أولويّات: 
1) إجراءُ الانتخاباتِ النيابيّةِ والرئاسيّةِ في مواعيدِها الدستوريّة، فالشعبَ اللبنانيَّ، المقيم والمنتشِر، التائقُ إلى التغييرِ، يَتطلَّعُ إلى هذين الاستحقاقين ليُعبِّرَ عن إرادتِه الوطنيّة، فلا تخيّبوا آماله من جديد.
 
2) إعلانُ الحقيقةِ في تفجيرِ مرفأ بيروت، بعدَ مرورِ نحو عامين. وقد سمّي انفجار العصر، فلا يمكن أن يظلَّ التحقيق مُجمَّدًا وضحيّةَ الخلافاتِ والتفسيراتِ الدستوريّة، كأنَّ هناك من يَخشى الحقيقة؟
 
3) تسريعُ عمليّةِ الإصلاحِ والاتفاقُ مع صندوقِ النقد الدوليِّ على خُطّةٍ واقعيّةٍ متكامِلةٍ تُنقذ لبنانَ من الانهيارِ المتواصِل، وتُعيدُ إليه مُقوِّماتِ نهضتِه الاقتصاديّةِ والماليّةِ والإنمائيّة.
 
4) استكمال تطبيق اتفاق الطائف ومعالجة الثغرات الناتجة. والسعي إلى تطبيق قرارات مجلس الأمن من أجل تحقيق سيادة لبنان على كامل أراضيه. إذا استمرّ عجزُ الدولةِ عن ذلك، فلا بدَّ من الاستعانةِ بالأممِ المتّحدةِ لعقدِ مؤتمرٍ دوليٍّ يَضمَنُ تنفيذَ الحلولِ وسلامةَ لبنان.
 
5) اعتمادُ نظام الحِياد الإيجابيّ أساسًا في علاقاتِنا الخارجيّة، لأنّه ضمانُ وِحدة لبنان واستقلالِه وسيادتِه. فالحيادُ الذي نطالب به هو أصلًا عنصرٌ بنيويٌّ في تكوينِ لبنان وملازمٌ لموقِعَه الجغرافيَّ وتراثِه السلميّ”.