“نحن في لحظة سدّ الفجوات للتوصل إلى صفقة”

10 فبراير 2022
“نحن في لحظة سدّ الفجوات للتوصل إلى صفقة”

بدا واضحا من جولة الوسيط الأميركي في المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل اموس هوكشتاين على الرؤساء والمسؤولين الذين التقاهم انه نقل أفكاراً جديدة لكسر الجدار المسدود في المفاوضات لترسيم الحدود البحرية.

وقال مصدر لبناني اطلع على فحوى اللقاءات التي أجراها هوكشتاين لصحيفة” الشرق الاوسط”، إن الجو «إيجابي جداً»، كاشفاً لـ«الشرق الأوسط»، عن أن لبنان يتوقع نتائج حاسمة «في مهلة أسابيع… ولا تتعدى الشهرين».
وأوضح المصدر، أن الوسيط الأميركي بدأ بزيارته للبنان جولات مكوكية، قد لا يكون بعضها معلناً بين الجانبين، أملاً بالوصول إلى اتفاق خلال شهرين على أبعد تقدير. وقال «إن وضوح الموقف اللبناني بدأ يقربنا أكثر إلى حقوقنا».
ويشرح المصدر، بأن المرحلة الحالية هي «مرحلة تبادل أفكار جدية وملموسة وحسية، لكن لا شيء نهائياً بعد». موضحاً أن الوسيط حمل أسئلة أجبنا عليها، وحملناه أسئلة يفترض أن يأتي بإجابات لها».
ولفتت مصادر مواكبة لزيارة الوسيط الاميركي لجريدة ” الانباء الالكترونية “الى أن لقاءات هوكشتاين مع المسؤولين تنطلق من نقطين، الاولى ابلاغ الجهات اللبنانية عن تمكنه من تقليص الثغرات بموضوع الترسيم اثناء محادثاته مع المسؤولين الاسرائيلين ومدى استعداد الجانب اللبناني على اظهار بعض الليونة والتخلي عن التمسك بالخط 29، والثانية هل أصبح لبنان جاهزاً لاستئناف المفاوضات من حيث توقفت في ايار الماضي.
المصادر المعنية تحدثت عن ان الرد اللبناني على اسئلة هوكشتاين “يتطلب توضيحاً دقيقاً، وهذا ما قد لا يمكّن الوسيط الاميركي المستعجل لاستئناف المفاوضات من الحصول اجابات محددة في هذه الزيارة، لذا فإنه اقترح ترك النقاط الخلافية الى طاولة المفاوضات لمناقشتها بحضور المتفاوضين”.واكد مصدر رسمي لبناني لـ “الأنباء الكويتية” ان «الاجواء ايجابية جدا، وهناك ارادة بالوصول إلى حل، ولبنان منفتح على دراسة الاقتراحات الجديدة». وأوضح المصدر ان «في الطروحات الجديدة التي حملها هوكشتاين ما يؤشر إلى امكانية القبول بالخط المتعرج الذي يلغي أي شراكة في الحقول الغازية بين لبنان واسرائيل، لاسيما في حقل قانا الذي يريده لبنان كاملا وحقل كاريش الذي يصبح كاملا لاسرائيل، مع وجود طروحات تبقي على امكانية الاستثمار المشترك، بحيث تقوم شركة عملاقة بالاستثمار في الحقول المتنازع عليها ويتفق على توزيع العائدات».
وفي المعلومات ان الرئيس بري أبلغ هوكشتاين رفضه أمرين هما اعادة البحث بخط هوف والاستثمار المشترك الذي يعد نوعاً من التطبيع. هذا في وقت استبق لبنان هوكشتاين بتكريس الخط 29 بدلا من الخط 23 مع التلويح بتعديل المرسوم 6433.
توازياً، يبقى الجانب اللوجستي المتعلق بتشكيل الوفد اللبناني بعد احالة رئيسه العميد بسام ياسين الى التقاعد وامكانية اعادة تكليفه برئاسة الوفد او اسناد المهمة الى مساعده العقيد الركن مازن بصبوص والابقاء على عضوية عضو هيئة قطاع البترول البحري وسام شباط والخبير النفطي نجيب مسيحي.
وأفادت معلومات قصر بعبدا بأنّ هوكشتاين أطلع الرئيس عون على نتائج الاتصالات التي أجراها في إسرائيل في موضوع ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، وقدّم اقتراحات سيتمّ درسها انطلاقاً من إرادة الوصول إلى حلول لهذه الملف. وسوف يستمرّ التواصل مع الجانب الأميركي تحقيقاً لهذه الغاية.
 وأكّد رئيس الجمهورية لهوكشتاين استعداد لبنان للبحث في النقاط التي طرحها والتي سيتم استكمالها لاحقاً. ومن جهة أخرى، تم التداول مع هوكشتاين في الدور الذي تقوم به بلاده للمساعدة في تذليل العقبات أمام استجرار الغاز والكهرباء من مصر والأردن وسوريا. وأفادت السفارة الأميركية بأنّ هوكشتاين أجرى نقاشات مثمرة مع رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ميقاتي للمساعدة في إيجاد حلول لأزمة الطاقة والحدود البحرية.
وكان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي استقبل هوكشتاين ظهراً في دارته بحضور السفيرة شيا. وأفاد المكتب الإعلامي لميقاتي أنّه جرى البحث في الاقتراحات الجديدة التي يحملها هوكشتاين، حيث أشار ميقاتي إلى أنّه سيتشاور في شأنها مع رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري لتحديد الموقف اللبناني.
 وزار هوكشتاين عصراً رئيس مجلس النواب نبيه بري، في مقرّ الرئاسة الثانية في عين التينة، التي أفادت بأنّه “جرى عرض نتائج مساعي المبعوث الأميركي لمعاودة عملية التفاوض غير المباشر وفقاً لاتفاق الإطار، وللبحث صلة على قاعدة التمسك بالحقوق اللبنانية”.
وفي حديث للـLBCI عن أزمة الكهرباء في لبنان والاتفاق مع مصر قال هوكشتاين: “أعتقد أننا نحرز تقدماً جيداً في الوصول إلى ترتيب مع البنك الدولي وتسهيل تمويل شراء الغاز وآمل أنه في غضون أسابيع يمكننا القيام بذلك”.
 
وأضاف: “العقوبات المفروضة على سوريا لا تزال قائمة، ولا نؤمن بالتطبيع مع نظام الأسد لكن من أجل الحصول على الغاز يجب على مصر أن تمرّ به من مكان ما وسوريا هي الخيار الوحيد”.
 
وتابع: “يجب أن نرى شيئاً ناجحاً وتمرير الإصلاحات الضرورية وأن تكون جادة وبعد ذلك يمكننا العمل على توسيع العمل ليشمل صفقة الكهرباء الأردنية وربما إلى زيادة كمية الغاز”.
 
ولفت إلى أنّه “على لبنان أن ينظر إلى الموارد الطبيعية التي يتمتّع بها كالرياح والطاقة الشمسية، لكن علينا أن نبدأ من مكان ما والمجتمع الدولي يجتمع لدعم لبنان لكن لبنان بحاجة إلى دعم نفسه أيضاً”.
 
وعن ملف ترسيم الحدود، قال: “أعتقد أننا في لحظة سدّ الفجوات للتوصل إلى صفقة”. وتمنّى توحيد الموقف في لبنان، لافتاً إلى أنّ لبنان وحده بين دول المحيط هو عند نقطة الصفر في الطاقة فيما الدول الأخرى تستخرج الغاز والنفط.