لا يمكن الركون إلى ضخ فائض الإيجابيات عن تقدم ملموس في ملف ترسيم الحدود الجنوبية الذي عكسته نقاشات الوسيط الاميركي آموس هوكستين في بيروت ، ذلك لان الاستسهال في قضية بالغة الأهمية قد يحمّل لبنان مزيدا من الآعباء غير قادر على تحمل تداعياتها المستقبلية.
رغم تغليف الايجابية في رسم الخط البحري المتعرج الا أنه يخفي في طياته إسقاط منطق صون سيادة لبنان من خلال تفضيل احتساب مخزون الحقول المتداخلة مع الاراضي المحتلة، علما بأن عدة أطراف في الداخل تسعى إلى تحقيق تقدم على يد الوسيط هوكستين بهدف رفع العقوبات عنها وتخفيف الضغط وفتح ثغرات في العلاقات مع الإدارة الأميركية.بات الامر واضحا مهما بلغ تمييع الحقائق ، اذ يخيم شبح التطبيع مع إسرائيل رغم النفي المتكرر من حصر الاتفاق مع الامم المتحدة عبر رعاية أميركية، خصوصا و ان بعض المعلومات أشار إلى امتعاض حزب الله من كيفية الإسراع في إتمام صفقة ترسيم الحدود البحرية ، وتاليا الاستجابة للضغوط التي قد تفتح الشهية الأميركية للمطالبة بالمزيد من التنازلات المجانية في ظل لحظة إقليمية و دولية بالغة التعقيد.
في مجال الترسيم البحري، يؤكد خبراء بأنه لا يمكن للدولة اللبنانية إتمام عملية ترسيم حدودها البحرية او البرية الا ضمن إطار التوقيع على إتفاق مع الجانب الاسرائيلي ، وهي الإشكالية الكبيرة التي ستواجه المسؤولين اللبنانيين عاجلا ام آجلا.
كما وتقفز إلى الواجهة إمكانية إعادة المطالبة الأميركية المزمنة باستكمال الترسيم البحري بترسيم الحدود البرية، وهذا عامل استراتيجي بالغ الدقة بالنسبة لحزب الله، خصوصا في ظل الطرح الاسرائيلي بالانسحاب من مزارع شبعا في مقابل تطبيق القرارات الدولية المتعلقة بسلاح حزب الله .في البعد المحلي، أشارت أوساط سياسية متابعة إلى تلميحات يجري ضخها نحو الخارج حيال عدم جدوى إجراء الانتخابات النيابية في الصيف المقبل، ويستند هذا الطرح الى امكان الاستفادة من تسويق منح الإدارة الأميركي التسهيلات المطلوبة في ترسيم الحدود و جوانب أخرى، لعدم الذهاب إلى انتخابات غير مضمونة النتائج لناحية الأكثرية النيابية، و هذا ما يعكس كثرة الاخذ والرد حيال قانون الانتخابات واستغلال عامل الوقت الضاغط وتحقيق رغبة مضمرة عند مجمل الطبقة الحاكمة بتأجيل الانتخابات.
