رحل وأخذ الوطن معه

13 فبراير 2022
رحل وأخذ الوطن معه
بقلم : نهى خليل السعيدي

14 شباط عام 2005 ،وفي الساعة الواحدة إلا خمس دقائق

انفجر وسط بيروت وانفجر الوطن معه.

كيف؟ منذ الانفجار الكبير الذي اغتال
الشهيد الرئيس رفيق الحريري ،
ولم يعرف لبنان ولو يوماً من الازدهار .
وكأنَّ لعنة حلّت على الوطن . نعم !!

لعنةٌ طالت الوطن من الشمال حتى الجنوب.

لعنة دَهْوَرَت حالة وطننا الأمنية،
والاقتصادية والاجتماعية،
لعنةٌ جعلتنا نكتشف مدى انحدار مستوى
أهل السياسة في تعاطيهم بالسياسة.
لعنة مسحت من وجود اللبنانيين الامل بيوم أفضل.

منذ الانفجار الكبير ، ونحن نحسّ وكأن الوطن انفجر.

لقد كثرت البطالة، وكثر من هو بحاجة لمن يساعده
لاستكمال دراسته، وكثر من عليه ديون،
و…… و……. وكثُرت الهموم.
منذ اليوم المشؤوم ونحن في لبنان
لم نعد نعرف ما ينتظرنا.

أصبحنا إن خرجنا من بيوتنا لا نعرف
إن كنا سنعود اليها سالمين .

أصبحنا إن عملنا لا نعرف متى سنُصرف أو نُطرد.

أصبحنا إن أكلنا اليوم لا نعرف إن كنّا سنأكل غداً.

أصبحنا بكلً بساطة لا نعرف ماذا ينتظرنا ولا من مُجير.

لقد طالت اللعنة وأول من طالت أهل السياسة،
الذين اصبحوا يستشرسون في انقساماتهم
ولا من رادع، يستقوون ولا من عاقل،
يستتضعفون ولا من رحيم .

ذهب زمن السياسة والحكمة وفن الممكن.

ذهب الحق وظهر الباطل.
ذهب العدل وانتصر الظلم .
ذهب العلم وظهر الجهل ،
وأصبح الكل اكبر من وطنه .

منذ اليوم المشؤوم ولبنان شرذمته السياسة.

السياسة التي من اول قواعدها الصبر.
فكان يعلم الناس الصبر والتعالي عن صغائر الامور ،
والتفكير في المستقبل والتخطيط الجيد له .

منذ اليوم المشؤوم ولبنان مقسم .
فضّل سياسيّوه تقسيمه من أقضية ومحافاظات
إلى أحزاب وطوائف ومذاهب .
وأصبح لكلّ حزبِ أفرُع ،
ولكلّ طائفة طوائف ،
ولكلّ مذهبٍ ملل .

لقد انقسم الوطن على نفسه ،
وأصبح كالفُتات ،
على أن تكون كلُ فُتاة ٍ تابعة لجهة ،
بدل أن يُبنى لبنان الازدهار ، لبنان الجميل.

هُدّ لُبنان ، وكأنّه سقط من العلياء
الى اسفل السافلين ،
منذ اليوم المشؤوم ،
رحل وأخذ الوطن معه

المصدر بيروت نيوز