التعليم بين الحضوري و”أون لاين”.. هذا هو واقع التلاميذ والأساتذة

15 فبراير 2022
التعليم بين الحضوري و”أون لاين”.. هذا هو واقع التلاميذ والأساتذة

كتبت “الأخبار”:
 
بعدما أظهر التعليم عن بُعد “فشله”، تتشبّث المدارس بكل يوم تعليم حضوري. لكن، “تسونامي” كورونا الذي يجتاح الصفوف يجبرها على التأرجح بين كفّتَي التعليم الحضوري و”الأون لاين”، وتترك الطلاب والأساتذة “لا معلّقين ولا مطلّقين”

“طنّشت” مدارس كثيرة إصابة طلابها بفيروس كورونا لتعوّض الفاقد التعليمي وضعف المستويات الذي مني به التلامذة بعد عامين دراسيين من التعليم عن بعد. فتابعت التدريس حضورياً، طالبة من “المكورنين” و”المخالطين” ملازمة بيوتهم.
 
وفي وقتٍ تشتدّ فيه حدّة الأزمة الاقتصادية ويزداد عدد الطلاب العاجزين عن مواكبة التعليم عن بعد، “نقاتل من أجل المحافظة على استمرارية التعليم الحضوري لأن 30 في المئة من طلابنا، بحسب الإحصاء الذي أجريناه على مدارسنا الثلاث هذا العام، يفتقرون إلى مقوّمات التعليم الإلكتروني وخصوصاً الكهرباء والإنترنت”، كما يقول رئيس جمعية النور للتربية والتعليم هيثم أمهز. لكن مع بداية السنة الجديدة، لم يعد بإمكان المدارس المضيّ في سياسة “التطنيش” مع تفشّي الوباء في صفوفها، “فأجبرنا على إقفال الصفوف التي رصدنا انتشار العدوى فيها بشكل كبير، وأكثر من مرة خلال الشهر الماضي، حوّلنا الدروس إلى المنصات الإلكترونية لأيام لاحتواء الوباء”.
 
كذلك، يدرك الأمين العام للمدارس الإنجيلية نبيل القسطا الأثر النفسي للمرحلة الحالية للتعليم، “فالطلاب وأهاليهم هلكوا من التغيير الدائم في طبيعة التعليم وما يصاحبه من قلق وتوتر. لذلك نركّز على الإرشاد النفسي في هذه المرحلة”. لكن المدارس “مضطرّة”، بحسب القسطا، إلى أن “تحافظ على التعليم الحضوري من دون المخاطرة بصحة الطلاب وأهاليهم”… وإذا كان استسهال تحويل الصف بكامله إلى الفضاء الإلكتروني يؤثّر على الطلاب، فإنّ “التبعات الفكرية والذهنية والنفسية تشتدّ عندما يتابع الطالب دروسه من منزله وحده، فيما رفاقه يتلقّون التعليم حضورياً. عندها يشعر بأنه خارج المجموعة ومهمّش وخسر حقه في التفاعل، وخصوصاً إذا فقد الاتصال معهم، عدا عن أنه لن يتلقى المعلومة بشكل متساو”، بحسب حمزة.
 
ليس الطلاب وحدهم من يتأثّرون بتعثّر التعليم، الأساتذة أيضاً ينالون حصّتهم. فالتنقّل المفاجئ بين الحضوري و”الأون لاين” “مميت”، بحسب معلمة الرياضيات زينب، لأنه “يحتّم علينا أن نظلّ كل الليل سهرانين لنعيد التحضير والاختبارات بما يتناسب مع التعليم عن بعد وإعداد المقاطع المصوّرة”.
وتضيف: “خلال التعليم عن بعد، يجب خلق محفّزات وإشراك الطالب أكثر في العملية التعليمية لشدّ انتباهه والمحافظة على تركيزه الذي يتأثّر بعوامل عدة. كما يجب تقسيم الأهداف وتقديمها بأكثر من طريقة لأن الطالب يفهم عن بعد أقل، ومن الصعب على الأستاذ أن يكتشف من لم يتلقّ المعلومة ولم يفهمها إذا لم يكن حاضراً فعلياً أمامه”.