بعد اسابيع من اعلان رئيس “تيار المستقبل” الرئيس سعد الحريري انسحابه من الحياة السياسية وعدم خوصه وتياره الاستحقاق النيابي، وبعد الذكرى السنوية لاغتيال رئيس مجلس الوزراء رفيق الحريري، بات واضحا ان الحريري الابن لم يترك ساحته لقمة سهلة لمن يرغب بوراثتها من حلفاء وخصوم.
ادت الطريقة التي انسحب فيها الرئيس سعد الحريري وانكفأ سياسيا، الى جعل جمهور تيار المستقبل ينظر الى الخطوة بإعتبارها خيارا تكتيا وليس قرارا استراتيجيا، اي ان الابتعاد عن المشهد اليوم هو لزوم اللعبة السياسية ما يعني انه مؤقت ولن يكون دائما.
من هنا باتت الحالة الشعبية ل”المستقبل” تنظر لاي تجاوز لقرار الحريري، بأنه خيانة سياسية، وعليه يجب على نواب كتلة المستقبل عدم الترشح للانتخابات وكذلك لا يجب على حلفاء التيار استغلال تعليق العمل السياسي لوراثة الحالة” المستقبلية”.
نظرة جمهور التيار الازرق للواقع السياسي لا تخلو من الشاعرية، لكن ستترتب عليها في السياسة نتائج متعددة، خصوصا ان المواكبة الاعلامية التي حصلت لقرار الحريري اعادت تشكيل وتظهير موقف “المستقبل” من بعض القوى السياسية وتحديدا حزب القوات اللبنانية…
وضع الهجوم والانتقاد الاعلامي المستقبلي للقوات البيئة الشعبية لتيار المستقبل في مواجهة القوات وانهى الفرص التي سعت القوات الى استثمارها ووراثة جزء من شعبية التيار الازرق، وهذا يعني ايضا ان “القوات” خرجت من السباق لوراثة الحريرية السياسية، لتبقى القوى السنية الوحيدة القادرة على القيام بهذه الخطوة.
لكن حتى الشخصيات السنية والقوى السياسية على طرفي الصراع، لن يتمكنوا من القيام بخطوات كبرى بالتقدم في الساحة السنية وكل ما يمكن ان يفعلوه هو الاستفادة من انخفاض نسبة التصويت خصوصا في ظل اصرار الرئيس سعد الحريري على الاعلان المستمر انه لن يدعم احدا في الانتخابات.
اصر “تيار المستقبل” على القيام بحركة جماهيرية امام ضريح الرئيس رفيق الحريري وسط بيروت للايحاء بأن تعليق العمل السياسي مؤقت وان الفاعلية السياسية ستستمر وهذا ما سيساهم في زيادة صمود القاعدة الشعبية المستقبلية في وجهة محاولات التذويب التي تتعرض لها…