بيروت الثانية.. “معركة داخل ٨ اذار”

18 فبراير 2022
بيروت الثانية.. “معركة داخل ٨ اذار”

على ١١ مقعدا ستتنافس اللوائح الانتخابية التي بدأت تظهر في دائرة بيروت الثانية، في ظل التطور الابرز والاكثر تأثيرا على الواقع الانتخابي وهو غياب تيار المستقبل عن المنافسة الانتخابية ما سيؤدي الى اعادة ترتيب الواقع التحالفي، وقد يزيد في تراجع نسبة الاقتراع عما كانت عليه في السنوات الماضية خصوصا لدى الناخبين السنّة. 

سيؤدي الغياب الرسمي لتيار المستقبل الى تحسين فرص خصومه السياسية في دائرة العاصمة بيروت ، اذ ان تراجع تصويت السنّة سيؤثر على النتيجة لصالح “البلوكات” الانتخابية الثابتة التي يمتلكها كل من حزب الله من جهة وجمعية المشاريع الخيرية الاسلامية من جهة ثانية. اكبر الرابحين من غياب الحريري في بيروت الثانية هم افرقاء قوى الثامن من اذار الذين يسعون الى الفوز بخمسة مقاعد او ستة، وهذا ما يحتاج الى معركة حقيقية والى تقسيم دقيق للاصوات، خصوصا في ظل وجود عدة شخصيات ذات اهمية معنوية على اللائحة. 

الشخصية الاولى هي نجاح وكيم، النائب السابق الذي سيترشح عن المقعد الارثوذكسي، والذي من المستبعد ان يتركه حزب الله من دون منحه اصواتا تفضيلية تضمن فوزه في الانتخابات نظرا لكون مسيرته السياسية لا تسمح للحزب باللامبالاة تجاهه. الشخصية الثانية هي النائب ادغار طرابلسي الذي يكتسب اهميته من كونه مرشح التيار الوطني الحر، وعليه فإن الحزب سيكون مضطرا لمنحه اصواتا تفضيلية. أما الشخصية الثالثة فهي المرشح الدرزي الذي سيكون في مواجهة مرشح الحزب التقدمي الاشتراكي والقادر حسابيا على هزيمته بسبب عجز الاشتراكي عن الوصول الى الحاصل الانتخابي، في حال فشل في عقد تحالفات. ثلاثة نواب يسعى الحزب الى ايصالهم الى البرلمان في دائرة بيروت الثانية من بين حلفائه، يضاف اليهم النائبان الشيعيان، علما ان هذا الهدف ليس سهل المنال مهما كانت نسبة التصويت منخفضة في ظل وجود لوائح اخرى متعددة تعمل على استقطاب الناخبين. 

فلائحة النائب فؤاد مخزومي، وبالرغم من ان واقعها الشعبي ليس بالوضع الذي يحكى عنه، الا انها قادرة على المنافسة على مقعدين نيابيين، وهذا ما يجعل مخزومي متقدما عن نتيجته في الانتخابات النيابية الماضية. كما ان موقف جمعية المشاريع ليس واضحا بعد اذ ان بعض الحسابات الانتخابية تؤكد ان خوضها الانتخابات بلائحة منفصلة عن لائحة قوى ٨ اذار سيكون مفيدا للطرفين، لذلك فإن  لقرار “الاحباش” تأثيرا جديا على نتيجة الانتخابات في هذه الدائرة. وبالرغم من ان كل استطلاعات الرأي تعطي قوى التغيير نسبا عالية من التأييد، الا ان نقطة ضعف هؤلاء هي تشتتهم، اذ يحكى عن وجود عدد كبير من اللوائح في بيروت ستحمل لواء الثورة ما قد يؤدي الى فشلهم في تحقيق اي خرق نيابي… يضاف الى كل تلك اللوائح، لائحة يشكلها رئيس نادي الانصار نبيل بدر والتي ستكون لائحة رديفة لتيار المستقبل، بموافقة الرئيس سعد الحريري او من دونها، ولائحة يشكلها سليم دياب ستنافس لائحة بدر على الصحن الشعبي ذاته. كل ذلك يوحي بأن المعركة الانتخابية في بيروت ستكون قاسية ودقيقة للغاية وستكون نتيجتها مؤشرا على نتيجة الانتخابات في كل لبنان…