كتب المحرر القضائي: في محلة صبرا- مخيم الداعوق،أوقفت دورية من مكتب معلومات بيروت الرابعة الظنّينين أسعد.م و أحمد.ع ( فلسطينيان) للإشتباه بهما بتعاطي وترويج المخدرات في محلة صبرا ومحيطها، وسلمتهما الى فصيلة طريق الجديدة حيث حضرت دورية من مكتب مكافحة المخدرات المركزي وأجرت معهما تحقيقاً وفق محضرٍ إعترف فيه الظنّين أسعد بتعاطي حشيشة الكيف وحبوب الريفوتريل( دواء يُستخدم لعلاج نوبات الصرع والهلع)، وأنه أوقف التعاطي لفترة بعد زواجه ليعود ويتعاطى مجدداً منذ نحو سنة وذلك بعد وفاة والده، موضحاً أن آخر مرة تعاطى فيها كانت قبل توقيفه بساعات، نافياً قيامه بترويج المخدرات أو الإتجار بها، وأن أسبقياته الظاهرة في هذا المجال مردها الى قيام أشخاص من مخيم شاتيلا، لدى توقيفهم بالتصريح خلافاً للحقيقة، بأنهم يستحصلون منه على المخدرات، وأنه قد سُجن نتيجة ذلك حوالي سنة، وصدر بعد ذلك حكم بإعلان براءته.
وأضاف أنه يستحصل على حاجته من حشيشة الكيف وحبوب الريفوتريل من المتّهم هاني.ك( فلسطيني) الذي يتواجد داخل زاروب في محلة طريق الجديدة، وهو يشتري منه الريفوتريل بالحبة والحشيشة بالقطعة لإعداد حوالى عشرين سيجارة، مضيفاً أن علاقة صداقة تربطه بالظنّين أحمد من خلال وجوده في مخيم شاتيلا، وأنهما يتعاطيان معاً المخدرات على سطح منزل هذا الأخير، وأنهما يتوجهان معاً لشراء المخدرات.
بدوره إعترف الظنّين أحمد بتعاطي حشيشة الكيف وحبوب الريفوتريل منذ حوالي سنتين، آخرها كان قبل توقيفه بساعات وأنه يستحصل على حاجته من المخدرات من المتّهم هاني.ك، موضحاً أن علاقة صداقة قديمة تربطه بالظنّين أسعد، وأنهما يذهبان معاً لشراء المخدرات، ثم يتعاطيانها سويةً على سطح منزله، وكل واحد يستخدم الكمية الخاصة به.
وفي التحقيق الإستنطاقي، كرّر الظنّينان أقوالهما الأولية، فيما ثابر المتّهم هاني على التواري، فصدرت بحقه مذكرة توقيف غيابية.
ولاحقاً أوقف هاني إنفاذاً للمذكرة السابق ذكرها وجرى إستجوابه تمهيدياً فأنكر التهمة المسندة اليه، مصرحاً أن لا أحد في طريق الجديدة يروج المخدرات، وأن الظنينّين هما من مخيم شاتيلا، ولديهما مصادر متعددة للحصول عليها.
وفي الجلسة أمام المحكمة، أبرز المتّهم صورة لمحادثة ذكر فيها أنها حصلت عبر الواتساب، مرسلة منه الى المدعو أبو أحمد(مجهول باقي الهوية) تتضمن ما يلي:” حبيبي أبو أحمد، بكرا قول لحبيش أنه هاني هوي يللي ساعدني بتكميش تجار المخدرات، خليهن يكتبوهن بالمحضر، الله يستر على بنتك”، لتتبع هذه الرسالة رسالة أخرى ورد فيها “أحسن ما يجييني بدعاوي”.
وبإستجواب المتّهم أمام المحكمة، أنكر ما نُسب اليه، مفيداً أنه على معرفة بالظنّين أحمد ولا يعرف أسعد، وأن أحمد هو من بلاه بالمخدرات، وكان يزوده بحبوب الترامال ( مسكن ينتمي الى مجموعة الأفيونيات يُستخدم في علاج أنواع الألم من المتوسطة الى الشديدة) والريفوتريل، وكان سابقاً يزوده بحشيشة الكيف، وأنه في إحدى المرات حضر الى منزله برفقة أسعد لكي يأخذ منه المال ويشتري المخدرات من المخيم ليصار الى تعاطيها سويةً، إلا أنه لم يلبِ طلبه ودعاه الى الإنصراف، وكان ينوي إطلاق النار على ساقيه من مسدسه الحربي، إلا أن زوجته منعته من ذلك وطلبت منه الإتصال بالأجهزة الأمنية، وهذا ما قام به، إذ إتصل بالمدعو أبو أحمد، وهو ضابط في المعلومات، لكي يحضر ويخلصه من الظنّينين، وأنه بعث لاحقاً برسالة الى هذا الأخير طالباً منه أن يُعلم عناصر مكتب مكافحة المخدرات بأنه هو مَن ساعد على توقيف الظنّينين، وأنه كان يتعاون مع أبو أحمد المذكور، ويوجد رسالة تؤكد على ذلك، إذ طلب منه فيها أن لا يتأخر لأن التاجر وصل، موضحاً أن جميع أسبقياته هي عبارة عن كتب معلومات وقد إنتهى منها.
هيئة محكمة الجنايات في بيروت حكمت بالإجماع بإعلان براءة المتّهم هاني.ك من جنايتي المادتين ١٢٥ و ١٢٨/مخدرات، وإطلاق سراحه فوراً ما لم يكن موقوفاً لداعٍ آخر، فيما أدانت الظنّين أحمد.ع بجنحة المادة ١٢٧/مخدرات، وحبسه سنداً لها مدة ثلاثة أشهر وتغريمه مبلغاً قدره مليوني ليرة لبنانية، وتخفيض العقوبة والإكتفاء بمدة توقيفه وتغريمه مليون ليرة لبنانية.
وأدانت الهيئة الظنّين أسعد.م بالجنحة نفسها وبحبسه سنداً لها مدة ثلاثة أشهر وتغريمه مبلغ مليوني ليرة والإكتفاء بمدة توقيفه.