إنتخابات عكار على أرضية “المستقبل” وفي “ظلال فارس”

21 فبراير 2022
إنتخابات عكار على أرضية “المستقبل” وفي “ظلال فارس”

بمعزل عن منطق الأرقام و الحسابات الانتخابية ، تحمل دائرة الشمال الاولى مضامين سياسية عميقة لا تقل أهمية عن بيروت الثانية او الشمال الثالثة، على إعتبارها مقياسا للشعبية السنيّة على مستوى لبنان وكونها تحمل رمزية الحضور الأرثوذكسي.

الحرمان في عكار ماركة مسجلة بحق النظام اللبناني منذ النشأة وحتى اليوم، ولم يخرق هذه القاعدة سوى  اهتمام عهد فؤاد شهاب ومشاريع مؤسسة عصام  فارس الانمائية، وتقديمات ومراكز “جمعية العزم والسعادة الاجتماعية”. أما غير ذلك فلم يحصد أهلها سوى الوعود المتكررة في المواسم الانتخابية لينفض الجمع بعد الظفر بأصواتهم السخية.انطلاقا من ذلك ، لا يمكن تأمل المشهد الانتخابي بمعزل عن الإنماء او خارج  منطق الخدمات بما قد يحويه من زبائنية بغيضة، خصوصا ان مطلق مقاربة لواقع عكار  قائمة على إعتبارها  خزانا بشريا ولا تأثير للانقسامات الا بمقدار انتزاع الزعامة والمشروعية الشعبية كما الأكثرية السياسية و النيابية.

لا يختلف اثنان على ظاهرة وليد البعريني صاحب المفهوم الخاص القائم على تفضيل الخدمات وتلبية الحاجات الملحة على العمل البرلماني ، خصوصا وان سطوع نجم البعريني جاء على خلفية التمرد على خيارات والده النائب السابق  واتباع موجة المستقبل، ليتحول بعد 4 سنوات إلى رافعة اساسية لمطلق لائحة سنية في عكار، وفق تعبيره، و ان كانت العبارة سببت له إحراجا مع تيار المستقبل وحساسية عند النائب هادي حبيش.لذلك قد تدور المعارك الانتخابية على أرضية المستقبل شعبيا  ولكن على وقع قرار الحريري بالانكفاء السياسي ، ما يلقي شكوكا كثيرة حول إمكانات  نواب عكار الحاليين و قدرتهم  على الاحتفاظ برصيدهم الشعبي ، كما يتسبب بحالة إرباك ملفتة لدى الأطراف السياسية كافة  أمام هذا الفراغ الذي قد ينعكس انخفاضا في نسبة الاقتراع.المعضلة الأساسية راهنا ، تكمن بكيفية ملائمة منطق الاحزاب السياسية مع الطابع المحلي في غياب “المستقبل”، فحاجة “القوات اللبنانية” إلى شريك لا تقل عن حاجة “التيار الوطني الحر” إلى حليف في عكار ، حيث من المرجح طغيان البعد العائلي كما حالة جامعة آل المرعبي، او طغيان الحالات السياسية على غرار عصام فارس.

لم يغادر عصام فارس وجدان عكار رغم قراره الإبتعاد في العام 2005 ، خصوصا في ظل الفراغ الذي تركه سياسيا وانمائيا في عكار ، لذلك يبرز ترشيح سجيع عطية بكونه امتدادا طبيعيا  لحضور فارس رغم الطابع المستقل في الشكل ، و أمام حركة المشاورات التي تجريها  أطراف سياسية فاعلة مع نجاد عصام فارس والتي لم ترشح عنها نتائج ملموسة .لذلك ترصد جهات سياسية متعددة ظلال عصام فارس المتعددة  في الشق المحلي كما في البعد الوطني، خصوصا في ظل النقاش المفتوح حول الحضور الأرثوذكسي على المسرح اللبناني  بعد رحيل او ضمور زعامات ارثوذكسية او حتى   التحاق البعض  بتكتلات سياسية كبيرة.