إرنفاع نسبة المدمنين على المخدرات في لبنان!

22 فبراير 2022
إرنفاع نسبة المدمنين على المخدرات في لبنان!

كتبت نوال نصر في نداء الوطن:
 
إرتفعت نسبة تعاطي المخدرات في لبنان 400%!المدمنون الى زيادة. متوسط أعمار متعاطي مواد الإدمان الى انخفاض. عدد النساء المدمنات ارتفع. ونسبة قليلة جداً من المتعاطين تحصل على العلاجات المناسبة السريعة. والمدمن، كما تعلمون، ليس مجرماً بل مريضاً يحتاج الى علاج. هذا طبعاً في القانون. فماذا عن حال هذا المدمن ومن هم على سكة الإدمان في بلد مشرّع على نهايات قاتمة ومسؤولوه يرددون: بدكم تتحملوا؟

كيف يصل المدمن الى جاد او ام النور او سواهما من الجمعيات؟ يجيب  رئيس جمعية «جاد»، المتخصصة بالتوعية والوقاية من تعاطي المخدرات  جوزف حواط  «لا يأتي المدمن غالباً من تلقاء نفسه لأنه مسيّر لا مخيّر. هو لا يملك القرار. وإذا قال الآن: أنوي العلاج فسيبدل رأيه بعد ثوان. وبالتالي من يقصد جاد هم من يحتاجون ورقة ما فنجبرهم على التوجه الى الطبيب أولاً. ويضيف 6 في المئة من المدمنين ننجح في علاجهم ويشفون اما الباقون فيعودون الى الإدمان ثم الى العلاج من جديد فيشفى منهم، في الجولة الثانية، 15 في المئة. وكثيرون من المدمنين يموتون بجرعة إضافية. والخطير في الموضوع ان المدمن يعود بعد العلاج الى نفس إطار السكن والحياة السابقة ما يُسهّل إمكانية أن يضعف ثانية ويسقط مجدداً في شباك المخدرات. ويقول: هناك مشكلة مع العائلة اللبنانية التي لم ارها مستسلمة كما اليوم. العائلات تبدو تعبة جداً من كل شيء».

كيف تتعاطى جاد مع الشباب الذين يرفضون العلاج؟ يجيب حواط «جمعيات كثيرة تطلب من الأهالي قدوم اولادها المدمنين بأنفسهم إليها وهذا نوع من الضحك على الأهالي كي لا تقول لهم لا نستطيع استيعاب اولادكم. اما انا فأعرف ان المدمن مسيّر لذا استخدم معه نوعاً من الضغط والتهديد والوعيد وكان رؤساء مكاتب المخدرات يساعدونني سابقا في ذلك. الآن، أقول للأهالي أن عليهم إيجاد ضابط جهاز أمني يعمل على إخافة المدمن من خلال ذهابه الى بيته والإيحاء بأنه سيوقفه إذا لم يذهب من تلقاء نفسه الى العلاج. وتنجح عادة هذه الخطة مع نحو 90 في المئة من المدمنين. وحين يأتي المدمن أجري له 32 فحصاً مخبرياً بينها فحوصات الكبد والكلى والسيدا والصفيرة. ونحو 60 في المئة من المدمنين تظهر لديهم الصفيرة كونهم يأخذون مع الكوكايين زجاج الفلوريسون المطحون الذي في داخله بودرة بيضاء. بعدها يبقى المدمن نحو سبعة ايام في مستشفى ضهر الباشق ثم نتابعه نحو سنة ونصف في الخارج مع طبيب صحة عامة وطبيب تغذية واختصاصي في علم الإجتماع وآخر في علم النفس».

من يتعاطى الهيرويين والكوكايين ينحف ومن يتعاطى الحشيش يزيد وزنه كونه يتناول الكثير من السكر معه، لذا نمنعه من تناول السكر طوال شهرين كي لا تتحرك خلاياه مجدداً». هنا يستطرد حواط بالقول: «في ايطاليا انخفضت المراكز الداخلية العلاجية كثيراً واستبدلوها بعيادات».الجمعيات التي تعنى بالمدمنين كثيرة في لبنان «وهي تفرّخ مثل الفطر» وبعضها يتقاضى مالا من الدولة. وبعضها يعمل من «حلاوة الروح». جمعية جاد على سبيل المثال تقاضت 22 مليون ليرة عن الأعوام الثلاثة الماضية أي ما معدله سبعة او ثمانية ملايين ليرة سنويا أي ما يعادل 400 دولار وأقل في السنة. أتتخيلون؟

المصدر:
نداء الوطن