لم يعد خافيا على أحد أن العلاقة بين النائبين جهاد الصمد فيصل كرامي ليست على ما يرام، وأن كل المحاولات الرامية من قبل الحلفاء والأصدقاء المشتركين لرأب الصدع بينهما تمهيدا لتحالفهما الإنتخابي، لم تترجم إيجابا بل ربما باءت بالفشل، ما يدفع كثيرا من وسائل الاعلام الى الاجتهاد والتكهن حول مستقبل علاقتهما، وهل يكونا في لائحة واحدة أم أنهما سيفترقان؟، فضلا عن تسريب معلومات عن لقاءات جمعتهما أو سوف تجمعهما، في حين لم يحصل هذا الأمر لا من قريب ولا من بعيد حيث إقتصرت اللقاءات بينهما طيلة الفترة الماضية على الواجبات الاجتماعية.
يذكر أن الخلاف بين الصمد وكرامي وقع خلال تشكيل حكومة حسان دياب، عندما أصر الصمد على أن يكون هناك وزيران لطرابلس والضنية، لكن كرامي لم يدعم موقفه، ورضيَ بوزير واحد من طرابلس هو طلال حواط (وزير الاتصالات)، ما أدى الى خروج الصمد من اللقاء التشاوري والابتعاد عن كرامي الذي لم يبذل (بحسب مقربين من الصمد) الجهود المطلوبة لاعادته الى اللقاء أو للوقوف على خاطره وإعادة وصل ما إنقطع معه، بل ترك الأمر يتفاعل ما إنعكس سلبا على هذه العلاقة التي باتت تصطدم بجدار مرتفع يقطع الطريق بين بخعون في الضنية وكرم القلة في طرابلس.
يرى النائب جهاد الصمد أن العلاقات الاجتماعية شيء والعلاقات السياسية والانتخابية شيء آخر، لافتا الى أن الانتخابات لا تعترف بالعواطف، بل هي مبنية على حسابات دقيقة يجب على أي مرشح أن يقوم بها لكي يضمن نجاحه.
ويؤكد الصمد في إتصال مع “سفير الشمال” أن الخيارات أمامه مفتوحة على كل الاحتمالات، وأنه يُجري إتصالات مع كل الأطراف في طرابلس، لكن لديه ثوابت ومبادئ لا يمكن أن يحيد عنها، وهو ملتزم بتوجهات بيئته الشعبية وأهله في الضنية الذين يعتبرهم الأساس في عمله السياسي.النائب الصمد الذي ترك الأبواب مفتوحة مع الجميع، أعطى إشارات سلبية تجاه النائب فيصل كرامي، مؤكدا أن العلاقة الاجتماعية بينهما جيدة، لكن في السياسة ثمة شيء ما إنكسر ويصعب إصلاحه أو ترميمه، خصوصا أن الصمد يرفض أن يكون ملحقا بأي لائحة، أو أن يُفرض عليه مرشحون لا يقبل بهم، منتقدا الأفندي كونه توافق مع رئيس جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية في الشمال طه ناجي في طرابلس ورئيس المركز الوطني كمال الخير في المنية وآخرين، من دون التنسيق معه، “شاكرا إياه على ترك له محل في اللائحة”.
يرفض الصمد أي نوع من الاملاءات من أي جهة أتت، كونه منسجم مع نفسه، وصادق مع ناخبيه، حيث لا يُخفي أنه لن يكون مع كمال الخير والتيار الوطني الحر في لائحة واحدة حال أراد كرامي التحالف معهما، وكذلك لن يكون مع القوات اللبنانية أو مع أي فريق يخالف توجهاته السياسية، نافيا أن يكون قد رفض تسمية مرشح ثان في الضنية، بل على العكس فهو يحبذ ذلك كونه يرفع حاصل اللائحة.
لا يطمح النائب الصمد الى تشكيل لائحة بمفرده في دائرة الشمال الثانية، كونه يرفض تجاوز طرابلس التي تشكل الثقل الانتخابي والسياسي بالنسبة له، مؤكدا أنه ما يزال في طور إجراء الاتصالات والمشاورات قبل أن يتخذ القرار النهائي في تحالفاته الانتخابية.
وعن إمكانية قيام حزب الله بجمعه مع كرامي يقول الصمد، أنا ألتقي الأفندي ولا يوجد أي خلاف شخصي ونحن إجتمعنا أكثر من مرة في مناسبات إجتماعية، لكن في الانتخابات ثمة كلام آخر، وحسابات دقيقة لا تخضع لأية تدخلات، خصوصا أننا نخوض هذا الاستحقاق وفق قانون يسمى “قاتل أخيه”، لذلك فإن المرشح يجب أن يكون حيث تقتضي مصلحته.