“لا وقت للدخول في وحول السياسات وتصفية الحسابات”… فاللواء عماد عثمان، المدير العام لقوى الأمن الداخلي، مشغول بـ”خدمة” البلد وأمنه بحمايته من الإرهاب والجريمة، بما يفرضه عليه واجبه وضميره، على ما قالت مصادر وزارة الداخلية بشأن ادعاء القاضية غادة عون عليه، في وقت جرى الاعلان عن كشف “جماعة ارهابية تكفيرية” كانت تحضر لعمليات تفجيرية كبيرة.
وشغل الرئيس فؤاد السنيورة، أمس، حيزا واسعا من الاهتمام والمتابعة بإعلانه موقفا ملتبسا بين السياسة والانتخابات، اذ تلا في مؤتمر صحافي مطالعة تتماثل مع “مقدمة” بيان الرئيس سعد الحريري في قرار تعليق العمل السياسي، ليخلص الى استنتاج نقيض بدعوة السنّة الى الترشح والمشاركة في الانتخابات، لكن من دون أن يعني ذلك نقضا لقرار الحريري من جهة ولا فرضا لخيار على “المستقبل”، إذ ان السنيورة خارج التيار وليس ملزما بخيار المقاطعة مثلما موقفه الشخصي لا يلزم التيار، مع ملاحظة ان سعد الحريري دعا الى مقاطعة الترشيح وليس مقاطعة الانتخابات.
وجاءت الرسالة سريعة من “المستقبل” فور انتهاء السنيورة مؤتمره الصحافي، إذ غرّد الأمين العام للتيار أحمد الحريري عبر “تويتر”: “موقفك وحده يمثلني”. وأرفق تغريدته بصورة للرئيس سعد الحريري.
اللواء عثمان
وبالعودة الى الانجاز النوعي لقوى الأمن والحملة السياسية الجنونية المفتوحة على اللواء عثمان، أكدت مصادر وزارة الداخلية لموقع “لبنان الكبير” ان اللواء عماد عثمان لم يتبلغ اي شيء بخصوص ادعاء القاضية عون، وانه يتابع عمله في مكتبه.
وقالت المصادر ان اللواء عثمان “مشغول بكشف شبكات الارهاب والعملاء والاتجار بالمخدرات، والانجازات باتت يومية في هذا الاطار”، وأشارت الى ان العملية الاستباقية التي اعلن عنها امس هي رسالة واضحة ان قوى الامن مع الجيش والقوى الامنية هي من تحمي لبنان واللبنانيين.
وكشفت المصادر انه سبق للواء عثمان ان ابلغ القاضية عون خطيا، بأن عناصر قوى الامن الداخلي لم يعرقلوا تنفيذ مذكرة عدلية بحق حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وهو ما اكده ايضا جهاز امن الدولة في بيانه، كما انهم لم يعرقلوا تحقيقها القضائي لأن مهمتهم كانت الحماية من اي عمل امني بعد ورود معلومات تهدد حياة سلامة، وبالاصل هم ليسوا ضابطة عدلية بعد تكليف “أمن الدولة” بهذا الامر.
وسألت المصادر: طالما ان اللواء عثمان ارسل جوابا خطيا للقاضية عما جرى، فما هو سبب الادعاء من قبلها؟ ولم تستبعد انها ربما ادّعت قبل ان تتسلم الجواب، وهو ما عكسته بعض وسائل الاعلام القريبة منها وكذلك ناشطون على صلة معها.
وختمت المصادر: “لا وقت لدى اللواء عثمان للدخول في وحول السياسات وتصفية الحسابات، وهو كان ولا يزال هدفه العمل للوصول بمؤسسة قوى الامن الى مصاف المؤسسات العصرية والحديثة وابعادها عن التجاذبات السياسية ومنع التدخلات في عملها”.
انجاز نوعي
اطلّ وزير الداخلية بسام مولوي في مؤتمر صحافي ظهر امس معلنا عن انجاز بالغ الاهمية لـ”شعبة المعلومات” في قوى الامن تمثل بالقاء القبض على “جماعة ارهابية تكفيرية” تجنّد شباناً في لبنان من جنسية فلسطينية لتنفيذ عمليات تفجيرية كبيرة بأحزمة ناسفة ومتفجرات تحتوي على قذائف صاروخية كانت لتوقع العديد من الضحايا.
وهنأ مولوي قوى الأمن بالإنجاز الكبير والعمل الإستباقي النوعي لإحباط مخططات الشبكات التكفيرية، كما توجه بالتهنئة إلى عميد شعبة المعلومات خالد حمود والمدير العام اللواء عماد عثمان، على “الإنجازات بضبط المخدرات وتفكيك شبكة التجسس واليوم ضبط شبكة تكفيرية إرهابية”.
واعتبر ان “قوى الامن الداخلي هم أبطال هذه العملية، فجهودهم وانجازاتهم جنّبت لبنان واللبنانيين جرائم عمليات انغماسية كانت ستستهدف 3 مواقع لتجمعات مدنية”. كما شدد على “اهمية هذه القوى لأنها تؤمن الأمن للبنانيين”.
إلى ذلك، عرضت مديرية قوى الأمن عبر موقعها على “تويتر” خريطة تظهر الأماكن التي كانت تخطط الشبكة التكفيرية الإرهابية لتنفيذ عمليات انغماسية متزامنة فيها وهي: مجمع الكاظم حي ماضي، مجمع الليلكي وحسينية الناصر – الأوزاعي، إضافة إلى الأحزمة الناسفة والمتفجرات والأسلحة التي تم ضبطها مع الشبكة التكفيرية.
ونوه رئيس مجلس النواب نبيه بري بـ”الإنجاز الذي حققته شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي بكشفها المزيد من الشبكات الإرهابية التي كانت تخطط لضرب واستهداف الأمن والسلم الاهلي”. وقال: “التحية والتقدير للقوى الأمنية اللبنانية بشكل عام وقوى الأمن الداخلي وشعبة المعلومات بشكل خاص لعيونهم الساهرة ويقظتهم الدائمة صونا وحماية للسلم الاهلي”.
السنيورة
رأى الرئيس فؤاد السنيورة “أننا نواجه أزمة وطنية ولا نواجه أزمة طائفية أو مذهبية، وهي ليست أزمة فريق أو حزب، بل هي أزمة يتعرض لها لبنان، فالدولة اللبنانية أصبحت مرتهنة ولم تعد صاحبة القرار والنفوذ، مضيفا أن النفوذ الايراني يحول دون استعادة الدولة سلطتها وسيادتها ويمنع بناءها عبر اذرعه، غير انه دعا اللبنانيين والمسلمين خصوصا أهل السنّة والجماعة، الى المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة ترشيحا واقتراعا والى عدم المقاطعة او الاستنكاف لعدم اخلاء الساحة للنفوذ الايراني وللطارئين”.
السنيورة وفي مؤتمر صحافي عقده اليوم في مكتبه في بلس، عرض فيه تطورات الاوضاع، قال: “أنا أحترم إرادة دولة الرئيس سعد الحريري في تعليق مشاركته ومشاركة تيار المستقبل في العمل السياسي، وأنا لا أحمله بأي شكل من الأشكال أي مسؤولية عما أبديته أو أبديه أو أعبر عنه من مواقف وآراء، كما أن زميلي الرئيس نجيب ميقاتي وتمام سلام هما على إطلاع على ما أوردته من أفكار في هذا النص. لكن، في الحصيلة، ما أدليت به اليوم يعبّر عن موقفي أنا.
من جهة أخرى، فأنا والرئيسان نجيب ميقاتي وتمام سلام على تواصل وثيق ومستمر في ما سنتخذه من مواقف في الأسابيع والأشهر المقبلة”.
أضاف: “لقد كان في مقدم تلك المرجعيات اللبنانية التي عبرت عن مدى تفشي هذه الأزمة وتعمقها، الرئيس سعد الحريري الذي أشار إلى النفوذ الإيراني في الكلمة التي علق فيها عمله وعمل تياره السياسي… لكونه اصطدم بهذا النفوذ الإيراني المتعاظم الذي أصبح يحول ويمنع استعادة الدولة اللبنانية لدورها وسلطتها في لبنان. كما ويمنع إعادة بنائها على قواعد الحوكمة الصحيحة عبر أذرعه وأذرع حلفائه في الأحزاب الطائفية والمذهبية والميليشياوية”.
واعتبر ان “الرئيس سعد الحريري بذل كل جهده. وهو لذلك لم يدّخر وسيلة، إذ حاول كل ما يمكن عمله من أجل تدوير الزوايا تجنبا للفتن الداخلية.
إلا أن ذلك لم يشفع له إلى الحد الذي دفعه إلى أن يقرر التوقف ويعلق مشاركته في الحياة السياسية في موقف أبلغ من الكلام، مقرا بأن هناك استحالة في استعادة الدولة لدورها وسلطتها، وفي إعادة بنائها ما استمر هذا النفوذ الإيراني المتمثل بسلاح حزب الله قائما، على أمل العودة الى ان يشارك في العمل الوطني والسياسي البناء على مسار استعادة الدولة اللبنانية لدورها ولسلطتها”.
وأكد أنه “لا يمكن إعادة بناء الدولة ما استمر حزب الله يسيطر على هذه الدولة مستقويا بسلاحه. إلا أنه، ومن جانب آخر، لا يمكن إلغاء حزب الله من المعادلة الوطنية.
وبعبارة أخرى لا دولة مع سلاح حزب الله، لكن هناك إمكان لدولة مع حزب الله من دون سلاح حزب الله الذي أصبح بالفعل موجها إلى صدور اللبنانيين وصدور الأشقاء العرب”.
وسئل السنيورة عن امكان ترشحه للانتخابات النيابية، فأجاب: “الترشح للانتخابات هو موضع درس كامل، وهذا الوضع الذي وصلنا اليه شديد الخطورة. هناك صدمات وتحديات كبيرة يتعرض لها لبنان. ولذلك ترشحي هو موضع درس، علما انه ما زال يفصلنا عن موعد اقفال باب الترشح 3 اسابيع. ولذلك لا داعي للعجلة. فلننتظر بهدوء ونحن فعليا سائرون في هذا الاتجاه”.