يبدو ان المصائب تلاحق اللبناني أينما ذهب. فقد بدأت روسيا صباح اليوم الخميس، وكما كان متوقعا عملية عسكرية شاملة في الأراضي الأوكرانية، بعد وقت قصير من إعلان الرئيس فلاديمير بوتين عن ذلك، مع ما سينتج عن ذلك من إرباك على مختلف المستويات، وبالأخص المستوى الإنساني. ومن بين الذين يتأثرون بهذه الحرب اللبنانيون الموجودون في أوكرانيا، حيث يبلغ عددهم نحو 4000 من ضمنهم نحو 1000 من الطلاب، وهم يقيمون في المناطق الشرقية والجنوبية للبلاد.
فمدينة خاركوف الشرقية (التي تبعد 80 كلم عن الحدود الروسية) تستضيف العدد الأكبر منهم، تليها العاصمة كييف، ويتوزع بقية أفراد الجالية اللبنانية على عدة مدن هي: أوديسا، المدينة الجنوبية على البحر الأسود، سيمفروبول في شبه جزيرة القرم، دونتسك وزاباروجه ودنيبره بيتروفسك وسومه، مدن الشرق الأوكراني. أما في غرب البلاد، فيُحصى عدد قليل من اللبنانيين المقيمين في مدينة لفيف.
مع انطلاق العملية العسكرية الروسية ما وضع الجالية اللبنانية في أوكرانيا؟
أحد الطلاب اللبنانيين الموجود حاليا في مدينة خاركوف تحدث لـ “لبنان 24” مشيراً إلى ان “هدوءا يسود المدينة حتى اللحظة لكن المحال مقفلة ووسائل النقل متوقفة والناس في الطرقات ومعظمهم حضروا حقائبهم للانتقال إلى مناطق آمنة. “ولفت إلى ان “عددا من الطلاب اللبنانيين سينتقلون إلى مدينة لفيف، وهي على حدود بولندا في حال تأزمت الأوضاع”، مؤكدا وجود حالة ضياع يعيشها اللبنانيون هناك فهم لا يعرفون ماذا يفعلون. وقال ان “عددا من الطلاب المقتدرين عاد إلى لبنان منذ بدء الأزمة، الا ان قسما كبيرا لم يستطع ذلك لعدم توافر المال لديهم”. وتابع: “دفعنا مبالغ طائلة بالدولار في ظلّ الازمة الاقتصادية الصعبة التي يرزح تحتها لبنان لنلتحق بالجامعات في أوكرانيا ونحن لا نملك حاليا ثمن تذكرة سفر للعودة.”وحول التواصل مع السفارة اللبنانية في أوكرانيا، أشار إلى ان “السفارة وضعت أرقاما من أجل التواصل معها ولكن لا أحد يرد على الاتصالات.”
وناشد الطالب عبر “لبنان 24” الدولة التحرك لأن الوضع دقيق وخطير ، وطالب بإجلاء كل من يريد العودة عبر مطارات دول مجاورة أو إلى مناطق آمنة بسبب إقفال كل المطارات في أوكرانيا.