زار النائب المستقيل مروان حمادة مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو، في دارته في الجية، بحضور قاضي الشرع الشيخ محمد هاني الجوزو ومدير معهد برجا الفني حامد الجوزو.
وتحدث حمادة فأبدى “قلقا كبيرا من تطور الأحداث والأوضاع في أوكرانيا”، مشيرا إلى أنها “أول حرب كبيرة داخل أوروبا منذ انتهاء الحرب الباردة”، وقال: “بالتالي، علينا أن نضع عينا على كييف وعينا أخرى على فيينا، ولا أستبعد أن يكون لتلك التطورات تأثير على الأوضاع في لبنان”.
أضاف: “إن الملاحقات القضائية بحق حاكم مصرف لبنان رياض سلامة والمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان لن تصل إلى مكان، فهي حقد وتصفية حسابات قديمة، وتحاول تعبيد الطريق أمام الصهر المدلل، المدان داخليا ومن العالم العربي والعالم كله، لأن هذا الحكم منذ سنوات لم يترك لنا صاحب ولم يترك دولة في لبنان، ونحن نعد الايام لينتهي هذا العهد”.
وتابع: “تشرفت اليوم بزيارة المفتي محمد علي الجوزو، الذي تربطنا به علاقات عمرها عقود طويلة، فنحن واياه على الخط الوطني والعربي نفسه، خط الانفتاح، وهو مرجع أساسي، وكان لا بد من التشاور معه في مرحلة حساسة جدا نشعر فيها بأننا كوطنيين ولبنانيين استقلاليين سياديين، وكعروبيين بانتمائنا وهويتنا، مستهدفين بشكل عنيف في المرحلة الاخيرة، ممن يحاول بفضل سلاحه من جهة أو غباء الحكم الحالي من جهة أخرى، والتحالف بين الاثنين، وضع اليد على لبنان، ومحاولة إلغائه أو الغاء طابعه المميز في العالم العربي والعالم، فهو جمهورية الانفتاح والديموقراطية والحريات، وجمهورية العيش المشترك الذي تأكد عندما زار قداسة البابا فرنسيس دولة الإمارات، والتقى شيخ الازهر، فهناك أمور أساسية وضعت مؤخرا، ولا يجوز أن يخرج لبنان عنها ويكرس سيطرة اخصام هذا الخط على الدولة اللبنانية او ما تبقى منها”.
وأردف: “جئت للتشاور مع سماحته، فأنا أزوره دائما. وعندما تحتدم الأمور، تصبح الزيارات واجبة أكثر وبوتيرة أكبر”.
وقال: “هناك نوع من مد اليد على العالم العربي، غير المقبول بتاتا، وهذه الحلقة الباقية في لبنان ستبقى صامدة في وجه أي نزعة لإخراج لبنان من عالمه العربي، أو من الاعتداء على استقلاليته وصوابية دولته، وإعادة الحوكمة السليمة عبر الإصلاح إلى مؤسساته، ولكن كل ذلك مرتبط بمقولة واحدة: لا سيادة من دون إصلاح ولا إصلاح من دون سيادة”.
وردا على سؤال عن المبادرة الكويتية، قال:”إنها رسالة تذكير حبي للبنان، فهذه الرسائل التي تأتينا، تأتي من كل محب لنا، وما من أحد يحب لبنان بقدر الدول العربية الصديقة والشقيقة، يعني كل الجزيرة العربية في الخليج والسعودية وكل شرقنا العربي من العراق وغيره. سوريا للأسف نقلت إلى غير مكان وغير زمان، فهذه ليست سوريا التي نعرفها ولا سوريا العربية، التي كانت قلب العروبة النابض، إلى مصر الحبيبة عبر التاريخ”.
أضاف: “لقد جاء وزير خارجية الكويت بمذكرة لطيفة وكانت واضحة، وأخذ جوابا لطيفا ولكن غير واضح، وهذا ما أدى إلى هذا التمادي والضبابية في الموقف، لأنه لا الحكم اللبناني قادر على أن يحسم امره، كونه واقع تحت وطأة السلاح الإيراني، وإخواننا العرب لا يمكن أن يتركوا هذا البلد الذي احبوه واحاطوه وادخلوه إلى الجامعة العربية، وكانوا دائما يحافظون عليه. نحن نتطلع إلى تصويب الوضع، ونتمنى أن تكون الانتخابات النيابية فرصة وخطوة نحو إعادة التوازنات إلى لبنان وإلى اصله وهويته وحدوده”.
الجوزو
وتحدث الجوزو فوصف “اللقاء بالرائع”، وقال: “إن حمادة من أذكى وأخلص رجال السياسة وأكثرهم حماسة للقضايا العربية واللبنانية خصوصا”.
وأشار إلى أن “استقالة حمادة من النيابة سابقا احتجاجا على الأوضاع، كانت خطوة وطنية مهمة وتسجل له عبر التاريخ”، مثنيا على “كل مواقفه الوطنية”.
وقال: “لقد تطرقنا الى مجمل القضايا والملفات، فأنا لست متفائلا بحصول الانتخابات النيابية، هناك محاولات لتعطيل هذا الاستحقاق، وأتمنى حصوله لإحداث نقلة جديدة، وهذه النقلة لن تتحقق في ظل وجود حزب الله، الذي يتعامل مع القضايا العربية بطريقة خاطئة، الأمر الذي ينعكس سلبا على كل الطوائف اللبنانية بمن فيها إخواننا الشيعة”.
ولفت إلى أن “جميع اللبنانيين يرفضون استعمار لبنان”، وقال: “إن هناك استعمارا إيرانيا للبنان يتمثل بحزب الله، الذي باع لبنان”.
ودعا “حزب الله من أجل البقاء على لبنانيته ودوره في مقاومة إسرائيل، لا أن يعمل لحساب ايران”، مطالبا إياه ب”مراجعة حساباته، وبأن يعود الى جذوره اللبنانية، كابن الجنوب، وليس ابن ايران”.
وعن الانتخابات، قال: “لم تعد لدينا الثقة بمن يدير السياسة في لبنان، الذي لا يمكن ان يخرج عن هويته وانتمائه العربي بأي شكل من الاشكال. لقد بات المسلم والمسيحي في لبنان يعلمان أن ارتباطنا بالدول العربية أهم من ارتباطنا بأي دولة من الدول، سواء أكانت إيران أم روسيا أم أميركا أم غيرها”.
وعن عزوف الرئيس سعد الحريري و”تيار المستقبل” عن العمل السياسي، قال: “للأسف، إن الرئيس الحريري أصيب بطعنات كثيرة من حلفائه، ورغم ان هناك بعض الأخطاء التي تحدث عنها، لكن الأمر وصل إلى مستوى من الكراهية والكيد بحق رجل يمثل الزعامة السنية. وللأسف أيضا، إن موقف رئيس الجمهورية من الرئيس سعد الحريري كان سيئا”.
واعتبر أن “الساحة اللبنانية لا تستطيع الاستغناء عن الرئيس الحريري”، داعيا إياه الى “الصمود والوقوف في وجه كل محاولات النيل منه ومن تياره الوطني العروبي”، مؤكدا “أهمية وحدة الصف الإسلامي في لبنان، في وجه كل محاولات التفتيت والانقسام”.
وعن العلاقة مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، قال: “إنها علاقة وثيقة جدا وتاريخية وتعود الى أيام والده المعلم كمال جنبلاط. ونحن نعتبر أنفسنا جسما واحدا، فمواقفي كانت دائما بجانب كمال جنبلاط، لأنني رجل عربي، ووجه لبنان عربي. وأدعو اللبنانيين الى التمسك بعروبتهم في وجه الغزو الفارسي”.
أضاف: “نؤكد استكمال العلاقة مع وليد بك، الذي نعتبره زعيما كبيرا، ونحن وإياه على تواصل دائم، ونشدد على استمرار التشاور معه لمصلحة المنطقة ولبنان”.
وأشار إلى أنه “يقف على الحياد في موضوع الانتخابات النيابية، فالجميع أبناء لنا، مشيدا بوفاء جنبلاط”.