حسم الرئيس سعد الحريري موقفه النهائي من ترشح نواب كتلة المستقبل النيابية للانتخابات المقبلة، اذ اصر وبشكل قاطع على موقفه القائم على عدم خوض المعركة في اي دائرة، وهذا ما كبل نواب وقياديي المستقبل وحتى بعض المقربين من بيت الوسط.
في الايام الاولى لاعلان الحريري تعليق العمل السياسي، وقبل ذلك، كان هناك اعتقاد سائد لدى المقربين من التيار الازرق وحتى لدى نوابه ان المقاطعة ستكون شبه شكلية وانهم سيكونون قادرين على خوض الانتخابات بطريقة غير رسمية.
لكن حسم الحريري العلني اعاد تعبئة الجمهور السني وتحديدا المحب للحريري ضد اي مشاركة في الانتخابات، وحوّل المقاطعة من عملية انكفاء سياسية الى خطوة تكتيكية وموقف سياسي سيكون لديه نتائج ايجابية في المرحلة المقبلة.
تماهى جمهور تيار المستقبل مع قرار الحريري وبات يعتبر اي شخصية ترغب بالترشح للانتخابات متمايزة عن الصف الحزبي وبالتالي فإن الجزء الاغلب من الجمهور سيكون ملتزما بقرار قيادة التيار ولن يكون ملزما بالتصويت لنواب المستقبل.
موقف بيئة المستقبل تجاه اي شخصية ترغب بالترشح تؤكدها اكثر من حادثة واكثر من اسطلاع رأي وتشبه نوعا ما موقف البيئة السنية من “القوات اللبنانية”، وهذا ما يحسب لتيار المستقبل اذ اتقن بشكل كبير تظهير موقفه وشد عصب بيئته حتى عندما قرر عدم خوض الانتخابات.
وما الرد غير المباشر للامين العام لتيار المستقبل احمد الحريري على الرئيس فؤاد السنيورة سوى دليل على هذا النهج.
قد يخوض بعض نواب المستقبل الانتخابات النيابية وتحديدا النواب الذين يمتلكون حيثيات شخصية بمعزل عن التيار، لكن الغالبية العظمى من النواب والقياديين سيكونون امام خيار صعب، اما الترشح للانتخابات وخسارة جزء من الجمهور والقوة الناخبة، او الابتعاد عن المشهد والمخاطرة بالرصيد السياسي العام.
ازمة جدية يعاني منها نواب المستقبل الراغبين بالترشح للانتخابات جراء كل القيود التي فرضها قرار التيار بالابتعاد عن المشهد، الامر الذي سيكون له تأثير ليس فقط على قرار النواب والقياديين بل ايضا على نتائج الانتخابات في اكثر من دائرة.