غرد الرئيس فؤاد السنيورة خارج سرب الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل.ودعا يوم الاربعاء السنة في لبنان الى عدم مقاطعة الانتخابات النيابية اقتراعا وترشيحا. فمثّل مؤتمره الصحافي انقلابا على الحريري وتيار المستقبل ورؤساء الحكومات السابقين لا سيما وان الرئيس تمام سلام حرص على الاعلان رسميا عن خروجه من الحياة السياسية، أما رئيس الحكومة نجيب ميقاتي فهو لم يتخذ حتى الان قراره النهائي ومسألة التوريث عند ال ميقاتي غير واردة، وما يعمل عليه في تيار العزم يصب في خانة ايصال كتلة سياسية نيابية.
إن التواصل اليومي بين الرئيس السنيورة والرئيس ميقاتي والرئيس الحريري والنائب سلام، لا يعني مطلقاً أن الاول يضعهما في صورة مخططاته للمرحلة المقبلة.فخطوته لم تكن منسقة مع احد منهما .
وهنا يقول مصدر سياسي: لقد خرج السنيورة عن التفاهمات التي اعلن عنها الحريري مع رؤساء الحكومات السابقين خلال زيارته لبنان في كانون الثاني الماضي. فخلال عشاء في بيت الوسط حصل نقاش حول مترتبات ما بعد قرار رئيس تيار المستقبل تعليق عمله السياسي وحدود قراره وامكانية أن يخوض المستقبل الانتخابات ايا يكن قراره ، الا ان الحريري كان حاسما بتعليق عمله السياسي عدم خوض تيار المستقبل الانتخابات النيابية، مع رفضه ان تترشح النائب بهية الحريري لانتخابات 2022، وجزمه الحاد بعدم تولي اي شخصية قيادة التيار من بعده، قائلا: اي شخص لديه مشروع شخصي يمكن ان يكمل به لكن من خارج المستقبل ومن دون اي غطاء سياسي مني.
على هذا الأساس أقفلت كل السبل أمام الرئيس السنيورة الذي لم يقتنع بجدوى قرار الحريري. وبحسب المعلومات فإن ثلاثة اجتماعات ثنائية عقدت بين الحريري والسنيورة على مدى الشهرين الماضيين( اجتماعان في الامارات، واجتماع في بيروت) فضلا عن لقاءات نادي رؤساء الحكومات، وخلالها جهد السنيورة لانتزاع موقف من الحريري يخوله شخصيا قيادة تيار المستقبل والترشح في بيروت، بيد أن الحريري رفض رفضا قاطعا.
وعليه فإن خطوة السنيورة معزولة بالكامل عن القرار الحريري ، ولعل تغريدة امين عام تيار المستقبل بعد دقائق من مؤتمر الصحافي خير دليل على ذلك. لكن بالنسبة الى مسؤولي التيار الازرق، فإن السنيورة غير قادر على ان يوجه خطابا تعبويا يوازي خطاب الحريري أو أن يواجه إرث تيار المستقبل، مهما رفع شعارات واستشهد بتجارب وبحقب، تفرض وفق رأيه تصويب الأمور وعدم اعتكاف السنة.
ولا يخفى الامتعاض المستقبلي من تواصل السنيورة مع حزب القوات خاصة بعدما أبدى تململا وانزعاجا من المواقف من قبل جمهور المستقبل ضد الدكتور سمير جعجع، فهو بذل مساعي لمحاولة لملمة الوضع والحد من الازمة وصولا الى احتوائها، وفي هذا السياق تأتي مبادرته تجاه الحكيم ولقاؤه مع الوزير السابق ملحم الرياشي والتي تصب في خانة الدفع نحو التحالف الانتخابي علما ان بعض الشخصيات الشمالية التي تدور في فلك السنيورة تحبذ التحالف مع الحكيم.
وعليه، تشير مصادر مطلعة لـ”لبنان 24″ إلى أن شبه تفاهم حصل منذ أيام بين دار الفتوى ورؤساء الحكومات والأندية الرياضية والعائلات البيروتية مع جمعية المقاصد وغيرها من المؤسسات بهدف تولي إدارة وتوجيه للمرشحين في المناطق ضمن عملية تحصين الطائفة السنية لقطع الطريق على قوى تريد أن تستثمر بالفراغ الذي احدثه ابتعاد المستقبل عن المشهد السياسي، معتبرة أن السنيورة خرج عن هذا المسار، فالمؤسسة السنية السياسية والدينية غير معنية بإطلالة السنيورة ولم تتفاعل معها ايجابيا، وزيارة السنيورة دار الفتوى أمس لم تغير من موقف مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان، خاصة وأن السنيورة وكما قال يعمل وفق ساعته وليس وفق ساعة غيره.