كتب المحامي ابراهيم نشابة:يبدو أن الحل السياسي لفك الحصار عن لبنان اقتصاديا وماليا وارتباطه الجدلي مع صندوق النقد الدولي لم يصل الى خواتيمه المنشودة، حيث تلعب القوى السياسية الطائفية والزبائنية المرتهنة لأجندات خارجية هدفها الاول والأخير تعطيل الحكومة اللبنانية ومنعها من لعب دورها المطلوب لمواجهة الأزمة المالية والمصرفية والاقتصادية والاجتماعية التي يتخبط فيها الشعب اللبناني.
إن ارتهان هذه القوى ورهانها على قلب المعادلة السياسية عبر الانتخابات النيابية المقبلة وبالتالي تنصيب نفسها خشبة لخلاص الجمهورية ساهم بشكل مباشر في تعميق الأزمة اللبنانية والضغط باتجاه التوتر في الشارع عبر اختراق المجتمعات الفقيرة والتلاعب بالدولار الأميركي وتقديم المساعدات المشروطة بالأصوات ونقل الاشاعات بعد اختراعها عن الدولة الفاقدة للشرعية وممارسات الطبقة السياسية الحاكمة التي تصب في خانة تدمير لبنان وشعبه..
هي اللعبة الانتخابية الانتهازية التي قضت على المفاهيم الأخلاقية والانسانية والوطنية وتركت الساحة اللبنانية مشرعة لتجار لقمة العيش.. ما يجعلنا نتحدث وبكل موضوعية عن أزمة قيم وهوية.. حيث لم يعد الحديث عن الإنتماء الى الدولة مجديا.. ولا حتى الحديث عن المواطنة والتنوع والديمقراطية.. نحن أمام أحزاب وقوى لبنانية هجينة لا تملك قرارها ولا ذاتها الوطنية.. بل هي قابعة انتخابيا وسياسيا وفكريا في سجن التبعية..