اختتم البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي زيارته الى فلورانس بعد مشاركته في مؤتمر “المتوسط حدود سلام” الذي دعا اليه مجلس اساقفة ايطاليا بالتعاون مع بلدية فلورانس.
ختام الزيارة تكلل بإطلاق البطريرك إنشاء رعية مارونية جديدة في فلورانس والذي باركه ايضا رئيس اساقفتها الكردينال جوزف بيتوري الذي وضع كنيسة القديسة اغاتا التاريخية (القرن الثاني عشر) بتصرف الرعية المارونية التي ستحمل اسم رعية مار شربل – فلورانس وقد زارها الراعي واطلع على مشروع ترميمها من قبل القنصل شربل شبير الذي منحه الراعي الميدالية البطريركية تقديراً لجهوده.
وكان البطريرك الماروني قد شارك صباحاً في الجلسة الختامية للمؤتمر والتي تحدث فيها رئيس بلدية فلورانس داريو نارديلا الذي وصف المؤتمر بالتاريخي شاجبا كل الحروب والعنف، ومؤكدا “ان سكان المتوسط يرفضون كل اشكال انتهاكات حقوق الانسان وينشدون السلام ويريدون ان يعيشوا باخوة ووئام على اختلاف انتماءاتهم الدينية”.
وتحدث الكاردينال غوالتييرو باسيتي رئيس مجلس اساقفة ايطاليا الذي اعتبر أن المؤتمر يؤسس لمستقبل زاهر بين دول المتوسط، وهو يطلق ثماره كربيع الرجاء والسلام من اجل الاجيال القادمة. وابدى اعجابه بـ”الحوار العميق والصريح الذي ساد المؤتمر والذي يعكس مسؤولية كبرى وجدية لدى الكنيسة والمجتمع المدني”.
وإثر ذلك، كانت سلسلة مداخلات ركزت على ضرورة نشر ثقافة السلام وحقوق الانسان والعمل الدؤوب من اجلهما في دول المتوسط، وجرى بعدها اعلان شرعة فلورانس التي اعربت عن الم المشاركين حيال الحرب على اوكرانيا داعية الى الشروع فورا بالمفاوضات والحوار من اجل وضع حد للعنف ولسقوط الضحايا، وبالتالي لمعاناة الشعب الاوكراني. كما اكدت على ضرورة تعاون بلدان المتوسط من اجل تكثيف الايجابيات خصوصا في مجال تعزيز العدالة وحقوق الانسان واحترام الحريات الدينية وغيرها على قاعدة المواطنة الصحيحة والمساواة وعدم التمييز. واشارت الشرعة الى مسؤولية فتح آفاق جديدة امام الاجيال الشابة وزرع الأمل لديهم بمستقبل افضل.
وشدد المجتمعون على ان “الشرق الأوسط هو بمثابة تقاطع تاريخي للحضارات الأوروبية وغرب آسيا وبامكانه ان يقوم مجددا بدوره الاساسي في ارساء السلام وفي تطور الأمم من خلال التعاون بين مدنه وجماعاته الدينية لذلك لا يمكنه ان يكون او ان يتحول الى ساحة صراع لقوات خارجية. وعلى وجوب السعي لإيجاد فرص عمل فيه للشباب والنساء ومساعدته لينمو اقتصاديا واجتماعيا ومده ببرامج تعاون هدفها حماية اطفاله”.
ثم شارك الجميع في قداس الاختتام الذي ترأسه الكردينال الراعي وعاونه فيه اصحاب الغبطة بطاركة الشرق الكاثوليك والكاردينال ليوناردو ساندري والكاردينال جوزيف بيتوري.