كتبت” نداء الوطن”: استرعى الانتباه أمس إطلاق دار الفتوى دعوة بدت أشبه بـ”تكليف شرعي” لأبناء الطائفة السنية يحضّهم على واجب الإقبال الانتخابي الكثيف… ونزول “الجميع الجميع” إلى صناديق الاقتراع.وإذ عدّد مآثر الطبقة الحاكمة التي “أطاحت في سنوات قليلة بكل ما أنجزه اللبنانيون خلال قرن” وتتلطى اليوم خلف نظرية “المؤامرات”، للتغطية على ما اقترفته من “حملات تدمير واحتلال المدينة واغتيال الناس ونهب المال العام وانهيار المصارف على رؤوس المودعين وأموالهم، ودفع ألوف اللبنانيين الأكفاء إلى الهجرة، والإطباق على مميزات لبنان في الجامعة والمستشفى والمدرسة والميناء والمطار والجهاز القضائي”، لفت مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان إلى أنه بعد ذلك كلّه “لم يبق قائماً إلا الميليشيا والطبقة السياسية التي ارتكبت هذا التخريب الفظيع للدولة والمجتمع ولعلاقات لبنان العربية والدولية”، محذراً من خطورة الأجواء التي تشيعها “الجهات المهيمنة” بقولها إنها “ستفوز ولا شيء سيتغيّر”، بوصفه كلاماً “المراد به التيئيس والاستمرار في فرض الأمر الواقع وهو تخريب محض”.وبما أنّ “الانتخابات هي سبيل التغيير”، خصّص المفتي دريان حيزاً وازناً من رسالته أمس، لمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج، بغية حثّ الناخبين الراغبين بإحداث التغيير إلى عدم “التردد والحيرة”، والإقبال على “التصويت الكثيف” لأنه يجسد “رسالة أمل ورجاء وإيمان بمستقبل الوطن والدولة”، ونبّه في المقابل إلى أنّ هناك خشية من أنّ يعمد “كل من يريد شراً بلبنان داخلياً وخارجياً” إلى استغلال الشوائب التي تشوب الأجواء على الساحة اللبنانية، خصوصاً وأنّ “الخطر يداهمنا ويغزو مؤسساتنا الرسمية والخاصة (…) ونحن أمام استحقاقات عديدة في طليعتها الانتخابات النيابية وصولاً إلى الانتخابات الرئاسية”.