تصعيد مفاجئ لحزب الله في ملف ترسيم الحدود البحرية

1 مارس 2022


برز امس تصعيد مفاجئ من حزب الله في ملف ترسيم الحدود البحرية ، عبّر. عنه رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد.
وكتبت” نداء الوطن”: من خارج سياق التطمينات العونية للوسيط الأميركي بمنح “حزب الله” الضوء الأخضر لإبرام اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل وفق إحداثيات الخط 23، باغت “الحزب” العهد وتياره أمس بهجمة مرتدة استهدف فيها “الوسيط وغير الوسيط” في ملف الترسيم، ضارباً يده على طاولة المفاوضات ليعلن بصريح العبارة أن وقوفه خلف “بارافان” الدولة كان من “أكسسوارات” المرحلة التفاوضية السابقة، أما اليوم فباتت الضرورات والمستجدات تقتضي وقوف الدولة خلفه… على قاعدة “إذا حضر الأصيل بطل الوكيل”!في أكثر من اتجاه، تطايرت شظايا الموقف التصعيدي الذي أطلقه “حزب الله” على لسان رئيس كتلته البرلمانية النائب محمد رعد، لا سيما لناحية دعوته العاملين على خط مفاوضات الترسم إلى “تبليط البحر”. إذ رأت أوساط مواكبة للملف أنّ هذه الدعوة “وإن كانت تستهدف بشكل مباشر الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين الذي وصفه بـ”الثعلب”، لكنها أصابت بشكل غير مباشر الجهود التي يقودها رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل لإنجاز صفقة الترسيم مع هوكشتاين قبل نهاية العهد”، خصوصاً وأنّ رعد كان واضحاً في تلويح “حزب الله” بإبقاء الغاز “مدفوناً” في المياه اللبنانية “ما لم نستثمره كما نريد”.وبينما لم تستبعد المصادر أن يكون مسار “المفاوضات والمقايضات الجانبية” الذي يخوضه باسيل مع الجانب الأميركي في أكثر من ملف واستحقاق، قد استثار “حزب الله”، غير أنّ الأوساط نفسها لم تستبعد في الوقت عينه أن يكون لقرار “حزب الله” انتزاع راية “الترسيم” ومغادرة تخندقه السابق خلف راية “ما تقرّره الدولة”، أبعاد تصعيدية “عابرة للحدود” في ضوء التطورات الملتهبة والمتسارعة على أكثر من جبهة إقليمية ودولية، موضحةً أنّ “الحرب العالمية” المستعرة راهناً بين روسيا والصين وإيران من جهة، والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وسائر دول العالم من جهة أخرى، من شأنها “أن تفرض تموضعات وتكتيكات جديدة في مختلف الساحات والملفات، وعلى الأخص بالنسبة لمحور الممانعة الذي بدأ يحبس الأنفاس بانتظار ما ستفرزه هذه الحرب من نتائج وتداعيات عليه.

ولفتت مصادر مطلعة على ملف الترسيم لـ«البناء» أن موقف حزب الله سيُعيد تصحيح مسار التفاوض في الملف وسيعزّز موقع لبنان التفاوضي وسيجبر «إسرائيل» على العودة الى طاولة التفاوض لأنها تدرك أن أي تنقيب في المنطقة المتنازع عليها سيؤدي الى توتر عسكري سيدفع بالشركات الأجنبية التي ستبدأ التنقيب في آذار الحالي الى المغادرة.
وكتبت” النهار”: التزم حزب الله الصمت المطبق زهاء عشرين يوماً منذ زيارة الوسيط الأميركي في المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل لترسيم الحدود البحرية اموس هوكشتاين لبيروت، وما أعقبها من هبوب لعاصفة الردود التي اثارها ما اعتبر تنازلا من جانب رئيس الجمهورية ميشال عون في اعتماد الخط 23 منطلقا للترسيم بدلا من الخط 29 ليخرج فجأة امس، وبلا مقدمات، بموقف تصعيدي موجه ظاهرا ضد الوسيط الأميركي ولكنه يستبطن الكثير من الريبة والشكوك في مقصده الحقيقي. والواقع ان ما صدر على لسان رئيس “كتلة الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد منذراً بمنع أي عمليات للحفر واستخراج الغاز، وان بدا عنوانه الأميركي والإسرائيلي ظاهرا، الا انه يصعب عزله عن الأجواء الداخلية وتحديدا عن توجيه سهامه نحو حليفه الأساسي رئيس الجمهورية لكونه المعني الأول والمفاوض الواقعي راهنا مع الوسيط الأميركي بما يوجب البحث عن أسباب “الهجوم المتأخر” وتوقيته في هذه اللحظة الدولية والإقليمية والداخلية. وإذا كان بعض الأوساط يرتبط هذا التطور بالغضب الكبير الذي عبر عنه “حزب الله ” بسبب بيان وزارة الخارجية الذي دان الغزو الروسي لأوكرانيا، وتوجس الحزب من دور حليفه العهد، في صدور البيان، فان ذلك يرتب توقعات حيال مرحلة مقبلة شديدة الاضطراب وحبلى بمزيد من التخبط بين الحلفاء كما بين هؤلاء وخصومهم مع اقتراب دخول البلاد من مرحلة ساخنة انتخابيا.
وجاء تصعيد “حزب الله” حيال ملف ترسيم الحدود البحرية عبر اعلان النائب محمد رعد “أن الاميركي الوسيط في التنقيب عن الغاز في لبنان، جاء الى لبنان في الايام الماضية للعب دور الثعلب في قسمة الجبنة بين المتخاصمين. ولكي نتمكن من التنقيب في مياهنا الاقليمية لاستخراج الغاز ونسدد بثمنه ديوننا، يقول لك انت ستحفر بالماء ومن الممكن ان يكون حقل الغاز مشتركا بينك وبين الاسرائيلي”. اضاف “نحن نقول، اننا سنبقي غازنا مدفونا في مياهنا الى ان نستطيع منع الاسرائيلي من ان يمد يده على قطرة ماء من مياهنا. لسنا قاصرين، وليعلم العدو ومن يتواصل معه، وسيطا وغير وسيط، ان الاسرائيلي لن يتمكن من التنقيب عن الغاز في جوارنا ما لم ننقب نحن عن الغاز ونستثمره كما نريد، و”ليبلطوا البحر”. لن نسمح للاسرائيلي ان ينقب عن الغاز من دون ان نستطيع ان ننقب عنه في مياهنا”.