نواف سلام نحو عدم الترشح؟

2 مارس 2022
نواف سلام نحو عدم الترشح؟


كتبت” الاخبار”: تُعدّ بيروت الثانية من أكثر الدوائر تعقيداً، نتيجة الفراغ الذي تركه عزوف رئيس تيار “المستقبل” سعد الحريري عن المشاركة في الاستحقاق الانتخابي. وحتى الآن، باءت كل محاولات تعويض الفراغ بالفشل، بسبب عدم القدرة على تأليف لوائح انتخابية أو صياغة تحالفات. وبعدما كان اسم القاضي في محكمة العدل الدولية نواف سلام من الأسماء التي تصدّرت بورصة المرشحين في بيروت، علمت “الأخبار” أن الأخير يميل الى عدم الترشّح، علماً بأنه زار بيروت أخيراً في رحلة “استكشافية”، التقى خلالها رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس الماكينة الانتخابية السابق في “المستقبل” سليم دياب، للتشاور في إمكان ترؤسه لائحة أشارت إحصاءات إلى إمكان فوزها بحوالي خمسة مقاعد؛ من بينها مقعدان سنّيان. لقاء دياب سببه أن الأخير “يملك مفاتيح العاصمة والداتا المطلوبة لإدارة الانتخابات”، والتعاون معه يعني مشاركة مستقبلية ولو رمزية. إلا أن سلام، بحسب المصادر، أعاد حساباته. إذ إنه لا يزال يفضّل تأليف لائحة مع مجموعات من المجتمع المدني، ويتهيّب دخول معركة انتخابية غير مضمونة .وكتبت جويل بو يونس في “الديار” ان سلام اتى في زيارة الى بيروت من حوالى الـ 20 يوما، حيث قام بزيارات لبعض العائلات البيروتية لجس نبضها حول امكان دعمها له في حال حسم قراره باتجاه الترشح في بيروت وترؤس لائحة هناك ، كما انه تواصل للغاية نفسها مع شخصيات قيادية تدور في فلك 14 اذار، كرئيس الحزب التقدمي وليد جنبلاط وغيره من الفعاليات في صف 14 اذار. وتؤكد المعلومات ان تواصلا تمّ ايضا بين سلام والسنيورة على قاعدة ان الرجلين لا يمكن ان يترشحا “بوج بعض” فاما سلام واما السنيورة، وهذا كله كان قبل مؤتمر السنيورة.اما في تفاصيل وكواليس ما توصلت له زيارات ولقاءات سلام في بيروت، فتكشف المعلومات ان سلام لم يلمس حماسة لدى العائلات البيروتية لترؤسه لائحة، كما وبجردة حسابية سياسية قام بها سلام تبين له، انه لكي يضمن فوزه ببيروت مع النواب الـ 6 ، ولكي يتمكن من ان يظهر بانه الشخصية السنية القوية ويضمن حيثية بارزة له، لا يمكنه ان يتحالف مع ما يعرف بالمجمتع المدني، انما يجب عليه ان يتحالف مع اللائحة التي تضم ابرز العائلات التابعة لـ «تيار المستقبل»، والتي ستضم بطبيعة الحال الحليف “الاشتراكي”. وهذا ما لا يستسيغه سلام، الذي يصور نفسه على انه خارج الاحزاب،  وعليه ارتأى سلام، لا بل كوّن قناعة بان ترشحه لا يفيده راهنا، فعدل عن رأيه دون ان يعطي الجواب الحاسم للمعنيين الذين قال لهم ما مفاده: “برد عليكن خبر بعد 15 يوم” والارجح ان يكون جوابه سلبيا.