بعد 13 يوما (15 آذار الجاري) تنتهي مهلة تقديم الترشيحات للانتخابات النيابية رسمياً إلى وزارة الداخلية على أن تنتهي مهلة العودة عنها تنتهي في 30 آذار، بينما يفترض الانتهاء من تشكيل اللوائح وتسجيلها رسمياً في 4 نيسان المقبل، علما أنه حتى الساعة لم يتجاوز عدد المرشحين رسميا العشرين، رغم تأكيد الأحزاب السياسية أن الانتخابات النيابية حاصلة في موعدها.
يقول حزب الله إنه من أكثر المتحمسين لإجراء الانتخابات النيابية للانتقال من هذه المرحلة إلى مرحلة جديدة حيث يختار النواب بعد 15 ايار شكل الحكومة وطبيعة الرئاسة التي تشكل محطة مهمة بالنسبة إلى حارة حريك في ظل المستجدات الراهنة ومحاولات البعض قلب المعادلات، وهذا ما صوب عليه رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد امس عندما سأل “هل الانتخابات ستأتي برئيس يحقق سيادتنا الوطنية؟ أم ستأتي برئيسٍ يستسهل التوقيع مع العدو على اتفاقيات تفتح باب التطبيع الكامل معه”، معتبرا أن “الأجواء مؤاتية خصوصا وأن هناك تدخلًا أميركياً وقحًا ومباشراً”.
اليوم، يتحدث الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عند الساعة الثامنة والنصف مساء عبر شاشة المنار عن ملف الانتخابات النيابية بكل تفاصيله المتصلة بالترشيحات والتحالفات والناخبين، على أن يعلن نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، في مجمع سيد الشهداء يوم الخميس بدء عمل الماكينات الانتخابية في دائرتي بيروت الأولى وبيروت الثانية، وفي دائرة جبيل- كسروان، وفي دائرة بعبدا – عالية – الشوف ، فيما سيتم اطلاق عمل الماكينات في دوائر الجنوب والبقاع في الأيام المقبلة.
عملُ حزب الله الانتخابي يأخد بعين الاعتبار ، وفق مصدر مقرب منه ، ما يجري من محاولات خارجية بالتعاون مع جهات محلية لتشويه صورة الحزب، والتي يلجأ اليها بعض الاحزاب مع كل استحقاق في سياق لعبة تجييش الشارع، خاصة وأن هذه الجهات باتت مقتنعة بصعوبة سلب الأكثرية من الحزب وحلفائه، وبالتالي فإن معركة الحزب الانتخابية والتي تحمل عنوان ” باقون نحمي ونبني” تتصل بالافق السياسي وليست أن ينقص أو يزيد مقعد وفق تعبير النائب رعد.
وبحسب مصادر مقربة من حزب الله لـ”لبنان24″، فإن السيد نصر الله سوف يعلن اليوم انطلاق الماكينة الانتخابية للحزب في كل الدوائر المعني بها وسوف يعلن أسماء المرشحين الذين رفض المعنيون في الحزب امس الافصاح عنهم بانتظار اطلالة السيد، علما ان المعلومات حتى ليل امس تضاربت بين حديث عن توجه حزب الله إلى تغيير في مرشحيه وتقديم وجوه جديدة في دوائر الجنوب وجبل لبنان وزحلة والبقاع الشمالي انطلاقا من طلب عدد من النواب الحاليين اعفاءهم من الترشح مجددا، واستنادا إلى تقييم اداء كل نائب وعمله التشريعي والمناطقي. في حين ان مصادر مقربة من حزب الله رجحت ان لا يطال التغيير سوى مقعد زحلة الذي يشغله النائب أنور جمعة.
وتشير المصادر المقربة من الحزب إلى تفاهم حصل بين حزب الله والتيار الوطني الحر في ما خص ترشيح الحزب لشخصية تدور في فلكه في دائرة جبيل – كسروان على لائحة تكتل لبنان القوي، على أن يسمي التيار الوطني الحر المرشح الكاثوليكي في بعلبك الهرمل على دائرة الحزب وحركة امل. وفي المعلومات ايضاً، فإن المقعد الإنجيلي في دائرة بيروت الثانية قيد التداول، مع ترجيح المصادر أن يبقى مع التيار الوطني الحر علما ان المصادر نفسها تقول إن هناك توجها إلى تبني ترشيح شخصية من الحزب السوري القومي الاجتماعي في هذه الدائرة من دون أن تحدد لأي مقعد، مع إشارتها إلى أن النقاش مع الاحباش لا يزال مستمرا للوصول إلى الخيار الذي يخدم الطرفين سواء من خلال التعاون في لائحة واحدة او لائحتين، لا سيما وأن جمعية المشاريع تبدي ارتياحا لوضعها وتعتبر انها قد تفوز بمقعدين، ومستعدة لدعم اي شخصية سنية سيرشحها الحزب في بعلبك – الهرمل. أما في ما خص دائرة البقاع الغربي فإن الامور باتت شبه محسومة لتحالف الحزب والتيار الوطني الحر وحزب الاتحاد وحركة النضال والنائب ايلي الفرزلي.
وعليه، فإن أي توجه انتخابي عند حزب الله يكون مدروسا ومحسوبا جيداً تداركا لأخطاء الماضي لأن النتائج التي يرجوها ستكون بمثابة “انتصار سياسي ونيابي ومعنوي كبير لبيئته ولخياراته التي تحصن البلد وتحمي هوية لبنان، كما يقول.