رويدا يدخل لبنان إجواء الانتخابات، فمع اقتراب انتهاء مهلة تقديم الترشيحات بدأت تتسلل خيوط التحالفات كما تشكيل اللوائح عل وقع انقسام حاد في القضايا الاستراتيجية أبرزها التنقيب عن النفط كما الموقف من الحرب الاوكرانية.
لا يمكن إعتبار مواقف النائب محمد رعد حيال مفاوضات ترسيم الحدود البحرية والتنقيب عن النفط من عندياته الشخصية، فمن يعرف حزب الله جيدا يدرك نهج إيصال الرسائل بالبريد المضمون، خصوصا ان التمحيص في كلام رعد يحوي انزاعجا واضحا من الحوافز التي يقدمها لبنان إلى أميركا بشكل مجاني ودون تقدير حساسية المقاومة وتوجسها من الأداء الأميركي.أضف إلى ذلك ، الهجمة المرتدة التي قام بها الحزب على وزير الخارجية عبد الله بوحبيب عبر النائب حسن فضل الله اثر البيان الصادر عن الخارجية الذي ادان اجتياح روسيا أوكرانيا على نحو مباغت، وفي الأمر ابعد ما هو سوء تقدير خصوصا وان توضيح حبيب كان جليا و واضحا “البيان له اب وأم ،وقد هنأني الرئيس عون عليه”.
في غضون ذلك، وضع الشيخ نعيم قاسم اللمسات الأخيرة على خطة حزب الله في الانتخابات النيابية تحت عنوان عريض مفاده الحفاظ على الأكثرية وتثبيت تحالفات الحزب لتأمين الالتفاف السياسي المطلوب، في ظل هجمة غربية شرسة تكاد تحقق أهدافها على وقع النقمة الشعبية المتعاظمة و الأوضاع المتدهورة على كل الصعد.هذا التناقض، يرسم علامات استفهام كبيرة خصوصا وان الارتباك وارتجال المواقف أصبحا سمة اساسية تطبع العمل السياسي في لبنان ، فكيف يمكن التوفيق بين ضرورة حزب الله الحفاظ على تحالفه مع التيار الوطني الحر وابرام إتفاق انتخابي في مختلف المناطق في ظل التباين في الخلافات الاستراتيجية.وفق مصدر متابع ، فإن ليس من سبل متاحة أمام حزب الله سوي تقطيع المرحلة و الثبات على الموقف حتى بلوغ الاتفاق النووي خواتيمه المعطوفة على مفاوضات إيرانية خليجية تهدف إلى ارساء الاستقرار في المنطقة دون الأضرار بالمصالح الحيوية للطرفين.
لذلك، يرى المصدر بأن ما يخسره الحزب على مدى القصير يمكن تعويضه فيما بعد، لكن في حال فشله في تأمين الاغلبية النيابية يكون عرضة لشتى انواع الضغوط، لذلك قد تشهد الساحة السياسية مزيدا من الفوضى العارمة خصوصا في ظل الحرب الكونية التي لن يكون لبنان بمنأى عنها بالمطلق.
