أطّل الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله مساء أمس. وكانت إطلالته إنتخابية بإمتياز تحت شعار “باقون نحمي ونبني”. وبهذا يكون نصرالله قد أعلن رسميًا بدء المعركة الإنتخابية، ما يؤكد أنها حاصلة على عكس ما يرّوج له البعض متّهمًا الحزب بأنه لا يريد هذه الإنتخابات وأنه يعمل على “تطييرها”، بإعتبار أنها لن تكون لمصلحته، وأن الحملة التي تشّن عليه توحي بأن بأنه لن يستطيع الحفاظ على الأكثرية النيابية، خصوصًا أن خصومه السياسيين يستعملون مختلف أنواع “الأسلحة” المشروعة لمحاربته حتى داخل بيئته، وذلك من خلال وضع اللبنانيين أما خيار من أثنين: إما القبول بوصاية جديدة على لبنان، وإمّا السعي إلى إبقاء لبنان سيدًّا وحرًّا ومستقّلًا.
في إطلالته لم يحسم السيد نصرالله تحالفاته الإنتخابية، وإن قرر في مكان ما “تقريش” فائض القوة التي يملكها، سواء في الداخل أو في الإقليم، في صناديق الإقتراع من خلال تثبيت تحالفه مع حركة “أمل” في كل الدوائر، وكذلك تثبيت تحالفه مع “التيار الوطني الحر” في كل الدوائر حيث للحزب أصوات يمكن تجييرها لمصلحة مرشحي “التيار”، مع ما يعنيه ذلك ضمنًا من تحالف انتخابي غير مباشر بين حركة “أمل” و”التيار الوطني الحر”. وكذلك الإتفاق مع “التيار”، وبالتحديد مع رئيسه النائب جبران باسيل على خوض الإنتخابات بلوائح مو ّحدة أو بالتوافق على آليات لخوض معارك في دوائر محددة في حال أعاقت الإعتبارات الإنتخابية وجودهما معًا.
ففي دائرة كسروان – جبيل سيخوض الثنائي الأصفر والبرتقالي، وضمنًا حركة “امل”، الإنتخابات بلائحة واحدة على عكس المرّة السابقة، حيث سقط مرشّح الحزب.
أمّا في دائرة بعلبك – الهرمل فسيخوض “الحزب” و”التيار”الإنتخابات بلائحة واحدة بمرشح عن المقعد الكاثوليكي محل النائب البير منصور.
في دائرة صيدا – جزين يتم البحث في توزيع الأصوات على لائحتين بما يؤمن الدعم الكافي لمرشحي “التيار الوطني الحر”، أيًّا كانوا بعد أن يحسم التيار” الإختيار بين النائب الحالي زياد أسود والنائب السابق أمل أبو زيد عن المقعد الماروني.
ولأن المعركة الإنتخابية هي معركة “كسر عضم” بين “حزب الله” وحلفائه من قوى 8 آذار من جهة، وبين “القوات اللبنانية” وحلفائها من قوى 14 آذار وبعض القوى في الحراك المدني، التي تخوض هذه المعركة تحت عناوين معيشية وسيادية في الوقت نفسه، فإن حماوة هذه المعركة ستكون محتدمة في أكثر من دائرة، وبالأخصّ حيث لـ”القوات” نقاط متقدّمة على “الحزب” و”التيار” معًا، أو في الداوئر حيث تكون “الآية” معكوسة.
ومن بين الدوائر التي سشهد حماوة بـ”السياسة” هي دوائر زحلة وجبيل وبعلبك – الهرمل وبعبدا.
ففي هذه الدوائر يضع “الحزب” كل ثقله للحؤول دون فوز مرشحي “القوات”، وبالأخص في جبيل وبعلبك – الهرمل، وتجيير أصواته في هاتين الدائرتين لكل من مرشحي “الحزب” (في جبيل) على حساب مرشّح “القوات” أو المرشح في لائحة النائب فريد الخازن، و”التيار” (في بعلبك – الهرمل) على حساب النائب أنطوان حبشي ، الذي حقّق فوزًا كاسحًا في الإنتخابات الماضية في عقر دار “الحزب”، وبدلًا من النائب ألبير منصور عن المقعد الكاثوليكي.
في إطلالته أمس رسم السيد نصرالله مشهدية شاملة لمفهوم العمل النيابي التشريعي، بواقعية وموضوعية، وتحدّث عمّا له وعمّا عليه، بحيث جاء كلامه على عكس ما توقعه البعض، هادئًا وعقلانيًا وواقعيًا، ولم تتضمّن مقاربته أي تصعيد في أي إتجاه، بل حصره في الإطار الطبيعي للمعركة الإنتخابية، لينتهي بإعلان أسماء مرشحي الحزب في مختلف الدوائر حيث له وجود، مع إدخال تعديلات طفيفة على المرشحين في زحلة وفي جبيل.