شكل اعلان «تيار المستقبل» ان نائب رئيس التيار مصطفى علوش تقدم باستقالته من التيار مفاجأة، وترك علامات استفهام حيال ارتباط الامر بالعملية الانتخابية.
ولدى سؤاله عن أسباب هذه الخطوة وما سيليها أجاب علوش عبر إتصال هاتفي أجرته معه جريدة «اللواء» «بأن الصمت في الوقت الراهن أبلغ من الكلام لحين تنتهي الأزمة التي لا بد وأن تسير بأشكال متنوعة، وبإذن الله سيكون لي موقف مع مطلع الأسبوع المقبل أشرح من خلاله كل الأسباب التي أدت لها، وبالتالي الخطوات التي ستليها».
وفي اتصال مع «نداء الوطن» اعتبر علوش أن «ليس للأمر علاقة بالإنتخابات النيابية المقبلة والترشح، فهناك خلافات وأمور غير متفق عليها مع قيادة التيار». ولا يعتبر علوش أن قراره سيشكّل ذريعة لغيره من الطامحين للترشح من قيادة «التيار» ليستقيل، إذ «لكل منهم خياره وهم أحرار». ويضيف: «أنا ما زلت على وفائي لسعد الحريري وهو يعرف ذلك وقد تتضح حيثيات القرار في الأيام المقبلة بعد مرحلة من التفكير والتأمل». وشدد علوش على أن قراره ليس بسبب أي خلاف مع أي من أحمد هاشمية أو أحمد الحريري «فالإثنان لا يعنيان لي شيئاً بما خصّ هذا القرار». مصادر مطلعة أكدت لـ»نداء الوطن» أن قرار علوش مرده إلى تأييد الأخير لحراك السنيورة الإنتخابي، فعلوش أوضح في سلسلة مواقف أنه لا يحبذ فكرة ترك الساحة السنية في مرحلة الإنتخابات، خلافاً لما قام به الحريري اخيراً.
وبحسب” اللواء” فان هذا التطور، يأتي بالتزامن مع حركة مشاورات واسعة أطلقها الرئيس فؤاد السنيورة لاستعادة المبادرة مع الفعاليات الإسلامية في بيروت وطرابلس، ضمن نقطتين: – الاولى: تتعلق بالتوجه للاقتراع من قبل الناخب السني، والثانية: المبادرة إلى الترشيح، فهو يُشجّع حسب مصادره على هاتين النقطتين حتى لا تبقى الساحة الإسلامية رهن الطارئين، أو المتأثرين بتيارات أو تدخلات أخرى، لا سيما في الفريق المؤيد للنفوذ الإيراني.
وحسب الزوار، فإن الرئيس السنيورة لم يحسم بصورة نهائية بعد مسألة ترشحه واين وكيف، ولكن المهم بالنسبة إليه الحؤول دون الفراغ في الساحة الإسلامية لا في بيروت وطرابلس.
وهذه اول استقالة لمسؤول كبير في التيار قرّر على ما يبدو خوض الانتخابات النيابية، وثمة عدد من نواب التكتل قرر ايضاً خوض الانتخابات مثل النائب عن البقاع الغربي محمد القرعاوي، فيما يدرس الاخرون خياراتهم مع ترجيح تقدم بعضهم للترشح، إلّا ان شروطهم مع الحلفاء خاصة الحزب التقدمي الاشتراكي عدم التحالف مع القوات اللبنانية. وهذا ما سبّب بلبلة كبيرة في المناطق التي يتواجدون فيها وعرقل بعض الترشيحات والتحالفات والحسابات الانتخابية.
واشارت مصادر مطلعة في تيار المستقبل لـ «البناء» إلى أن تصويت جمهور تيار المستقبل سيكون للمرشحين السنة الذين سيلتزمون ثوابت دار الفتوى ولا يعملون على سحب البساط من تحت قدمي الحريري، مشيرة إلى أن الرئيس فؤاد السنيورة تبلغ من المفتي عبد اللطيف دريان منذ أيام عدم الترشح في دائرة بيروت الثانية، معتبرة أن الشخصيات السنية التي سوف تتحالف مع القوات لن تحظى بأية أصوات تفضيلية، وشدد على أن السنيورة يسعى الى خلق كتلة نيابية في البرلمان وهو يحبذ أسوة بالنائب السابق احمد فتفت والدكتور علوش تشكيل لوائح مشتركة مع حزب القوات للوصول الى ما يبتغيه محلياً وعلى مستوى تحسين علاقته بالسعودية. وأفادت المعلومات ان النائب الحريري وضعت فور عودتها من الامارات الرئيس نبيه بري ي في أجواء لقائها بالرئيس الحريري وبحثت في المستجدات الراهنة. هذا ويترأس مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان اليوم جلسة للمجلس الشرعي الاسلامي الاعلى، في دار الفتوى، للبحث في الشؤون الاسلامية والوطنية.