الحلبي ممثلا ميقاتي في اللقاء التشاوري لإنقاذ قطاع التربية: لاعادة النظر برسالة جامعاتنا

5 مارس 2022
الحلبي ممثلا ميقاتي في اللقاء التشاوري لإنقاذ قطاع التربية: لاعادة النظر برسالة جامعاتنا


 افتتحت المحطة الرابعة من “اللقاء التشاوري الوطني لإنقاذ وتعافي قطاع التربية والتعليم العالي في لبنان”، المخصصة للتعليم العالي الخاص، برعاية رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي ممثلا بوزير التربية والتعليم العالي القاضي عباس الحلبي، في حضور سفير الاتحاد الاوروبي رالف طراف، النائب إدغار طرابلسي، رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور بسام بدران، رئيس رابطة جامعات لبنان الأب البروفسور سليم دكاش، مستشار اليونيسكو للتربية في الدول العربية فادي يرق، رؤساء الجامعات وممثلين عن السفارات والمنظمات الدولية، وجمع من التربويين والمختصين.الحلبي 
وكانت كلمة للحبي قال فيها: “إن الأزمة التي تعصف بنا اليوم ليست محدودة ضمن الأطر المالية والإقتصادية أو السياسية، بل إنني أراها كمواطن لبناني معني بصعوبة الوضع، بأنها أزمة وجودية لأنها تعرض نظامنا الجامعي لوضع سيىء، لا سيما وأن هذا النظام كان قد رسم لفترة طويلة صورة لبنان وهويته. لنتحدث بكل صراحة وصدق أن العديد من أسباب التراجع في نظامنا يعود إلى الأزمة، ولكن أسبابا أخرى أسهمت في اهتزاز البلاد في السنوات الأخيرة، وعلينا أن نطرح السؤال كيف نعيد الإستقرار إلى نظامنا التعليمي لنتجنب أي انهيار ممكن على المدى القصير، وكيف نبني ركائز دائمة تؤمن استمرار الحياة لهذا النظام، وتوفر امتيازه وجودته وإشعاعه. إن اهتمامنا يجب أن ينصب على تخطي الصراع الذي يؤثر على الأسرة التربوية، وبالتالي علينا أن نلائم بين إدارة الأزمة والتطلع نحو المستقبل”.
 
أضاف: “لقد حان وقت التفكير بالحلول، وهذا هو الهدف الذي نصبو إليه مع الوكالة الجامعية الفرنكوفونية عبر مناقشاتنا اليوم التي تتمحور حول التحديات الكبرى لنظامنا الجامعي، ونوعية إعداد الأجيال وملاءمة إعدادهم مع الحاجات الوطنية في البلاد، ونتشارك ذلك مع حضور المؤسسات الدولية العاملة في المجال التربوي، والتي باتت على اطلاع بالصعوبات التي تعيق العمل المطلوب في الجامعات وفي مراكز الأبحاث وتقلص الطموحات بالقدرة على المتابعة، وإن شركاءنا الدوليين باتوا يدركون ضخامة المشكلة التي تؤثر على تقدمنا، وبالتالي هل ننتظر حدوث العجائب أم أنه حان الوقت لتحويل جهودنا نحو خطة لإنقاذ القطاع التربوي الوطني”.
 
وتابع: “إنني ومنذ تسلمي لمهامي في وزارة التربية، أطلقت عددا من ورش العمل التي تتناول مسؤولية الجميع من أصحاب القرار والمسؤولين والجامعيين والمفكرين بخوض التحدي وتحويل الأزمة إلى فرصة على المستوى الوطني، وكان من الضروري للانطلاق أن نضع استراتيجية للتطوير وإصلاح وتنمية نظامنا التربوي على الصعد والمستويات كافة، كما يتوجب علينا أن نعيد النظر برسالة جامعاتنا في ضوء كل التحولات والتطورات المحلية والعالمية وبالتناغم مع حاجاتنا الإقتصادية والإجتماعية والثقافية. وانطلاقا مما تقدم أدعو مؤسسات التعليم العالي إلى توجيه استثماراتها في إنتاج المعرفة وفي التنوع والجودة، مع الأخذ في الإعتبار إعداد الأجيال للمتطلبات الجديدة للمهن والمهارات المستقبلية، وذلك بصورة ترسم خصوصية وهوية الجامعة وتمنحها القدرة على المنافسة. وإن شبكات الخريجين يمكن أن تسهم في هذه الفترة من الأزمة في ذلك، كما أنني أسعى لتحريك الأموال الجامعية الموجودة في المصارف”.
  
 
خلبوصي 
بعد النشيد الوطني، قال رئيس الوكالة الجامعية الفرنسية سليم خلبوصي: “من دواعي سروري أن نكون هنا لنتباحث معكم في الأوضاع التعليمية في لبنان، بعد الظروف الشديدة الصعوبة التي يمر بها، فالازمات هذه دفعتنا للعمل معا وتقديم المساعدة للقطاع التعليمي في لبنان الذي لطالما اشتهر بمستواه التعليمي المتقدم”.
 
أضاف: “أرادت الوكالة الجامعية الفرنسية أن تكون شريكا لكم في منهاج واضح يعتمد على الانصات والتفكير لايجاد الحلول، ونحن سنكون الى حانبكم ومعكم بروحية متضامنة وضمن استراتيجية واضحة لمساعدة البلدان التي تمر بأزمات، واستطعنا حتى اليوم جمع 1.8 مليون يورو، إضافة الى حشد الخبرات ووضعها في أطر للاستجابة لمصاعبكم ومشاكلكم وقد سبق هذه الجمعية العامة مشاورات علينا الاستفادة منها”.
 
وتابع: “في هذا اليوم، سنتناقش لتشخيص وتوصيف المشكلة، لنتمكن من وضع الحلول المناسبة بالتعاون مع الحكومة اللبنانية. إن الخطة القطرية الأولى خصصت للبنان، والفكرة هي التضامن غير السياسي والداعم لنظام الجامعات، ونحن قد فاق عدد الجامعات الـ 1000 بالاضافة الى اكثر من 20 مؤسسة بحثية. وتجربتنا مع العديد من البلدان، تسمح لنا بتقديم النصائح”.
  
سرماك 
ثم قال ممثل السفيرة الفرنسية آن غريو هنري روهان سرماك: “يصب هذا اللقاء في صلب اهتمامات السفيرة غريو، للعمل من اجل وضع أفكار لتطوير التعليم العالي في لبنان، وقد اظهر معالي الوزير الحلبي الاهتمام الكبير بكل ما يعود بالفائدة على التعليم، حتى يبقى لبنان جامعة الشرق الاوسط، ولذلك علينا أن نشيد بالتعاون القائم بين الاتحاد الاوروبي والوكالة الجامعية الفرنسية لما فيه تطوير التعليم العالي”.
 
وأشار الى أن “الصداقة التي تربط بلدينا قوية جدا وترتكز على الاهتمامات المشتركة وتبادل الافكار لما فيه تطوير التليم بكل مستوياته”، لافتا الى أن “المطلوب أن يتم تدريب الطلاب اللبنانيين في فرنسا ليعودوا الى بلدهم من اجل المساهمة في التطوير وتقوية الابحاث، والاستفادة من المساعدة الدولية”، موضحا أن “المشكلة ليست في الازمة المالية فقط بل في التراجع الثقافي والتربوي والتحدي هو في الحفاظ على مستوى رفيع من التعليم العالي والتعليم بشكل عام”.
 
فارينا 
بدورها، قالت مديرة المكتب الاقليمي للأونسكو كوستانزا فارينا: “مسرورة بهذا اللقاء من اجل أن نتحاور حول أهم القطاعات من النهوض بلبنان، والمنطقة، ولطالما واجه لبنان الأزمات، ونرى خريجي جامعات لبنان قياديين في مختلف جامعات العالم”.
  
وأشادت بـ”التزام وزارة التربية وتعاونها لصالح التعليم العالي في لبنان”، وقالت: “اليونسكو عملت على جوانب مختلفة، في اطار الاستجابة وتقديم المساعدة بعد انفجار بيروت حيث قمنا بإعادة اعمار العديد من المدارس ومن مختلف المناطق”.
  
وأكدت على “دعم اليونسكو الذي يعمل على ضمان الجودة في التعليم العالي”.
 
كومار 
وقال المدير الاقليمي للبنك الدولي ساروج كومار: “نيابة عن البنك الدولي، أود تهنئتكم على هذه المشاورات لأنها مهمة جدا، على صعيد تشخيص الحاجات لوضع الحلول المناسبة لها، فالاستراتيجيات لا تصنع في المكاتب بل مع الناس ومشاركتهم وسماع آرائهم، آملا لهذه المحطة أن تحمل ثمارا ممتازة”.
  
وتابع: “نحن لا نحتاج الى تشخيص المشكلة في لبنان لأننا نعرف انها تكمن في عدم وجود ارادة سياسية للحل”.
 
طراف 
من جهته، قال سفير الاتحاد الاوروبي في لبنان: “يدرك الجميع ان التعليم العالي في لبنان يشكل هوية اساسية لهذا البلد، والتحديات التي نواجهها تزداد مع الوقت، ولذلك علينا أن نبرز قدرتنا على التنافسية، خصوصا ان لبنان له تاريخ على هذا الصعيد”.
 
أضاف: “إن الازمة الاقتصادية الصعبة انعكست بشكل خطير على لبنان ومختلف القطاعات وبالاخص القطاع التعليمي. وبقدر ما نستثمر اليوم في هذا القطاع نحقق الارباح في المستقبل، وعلينا تبعا لذلك تأمين موازنة كافية لقطاع التعليم في لبنان بكل مستوياته، ونحن اليوم نرحب بالخطة الاستراتيجية الخمسية التي تحاكي كل احتياجات القطاع التعليمي، وأرى أنها تشكل نقطة تقدم كبيرة لتحقيق النجاح”.