السنيورة يشكل عامل جذب لـ”المستقبليين”.. هل هو إنقلاب على الحريري؟!

5 مارس 2022
السنيورة يشكل عامل جذب لـ”المستقبليين”.. هل هو إنقلاب على الحريري؟!


ما بين سعد الحريري والترشح للانتخابات النيابية المقبلة، يبدو أن كثيرا من نواب وقيادات وكوادر ″تيار المستقبل″ إختاروا الترشح لهذا الاستحقاق، ما يشير إما الى خلل في البنية التنظيمية الزرقاء، أو الى شهوة سلطة تتقدم على الالتزام الحزبي، أو الى مصالح ومكاسب إنتهت مع إعتكاف الحريري، أو ربما الى تقديم أوراق إعتماد الى جهات معينة كبدل عن ضائع في ظل غياب زعيم التيار عن المشهدين السياسي والانتخابي.

بالأمس، قدم نائب رئيس “تيار المستقبل” الدكتور مصطفى علوش إستقالته، حيث قال لـ”سفير الشمال” أن “ثمة تراكمات دفعت به الى إتخاذ هذا القرار، مذكرا بأنه قدم إستقالته من التيار مرتين قبل ذلك لأسباب عدة، وهذه المرة الثالثة والنهائية”.
لا شك في أن إستقالة الدكتور علوش تعني إتجاهه نحو الترشح للانتخابات النيابية في طرابلس، وإلتحاقه عمليا بجبهة الرئيس فؤاد السنيورة الذي يبدو أنه قرر الانقلاب على الرئيس الحريري وتشكيل عامل جذب للطامحين من داخل التيار أو الكتلة النيابية الزرقاء، تحت شعار “عدم ترك الساحة السنية خالية وعدم السماح لأي مكون سياسي آخر بأن يملأ الفراغ الذي تركه الحريري بإعلان إعتكافه”، علما أن علوش سبق وأكد في تصريحات صحافية تنسيقه مع السنيورة وتأييده لوجهة نظره من الاستحقاق النيابي، وذلك قبل أن يطلق مفاجأة إستقالته.
وشكلت هذه الاستقالة مفاجأة للمستقبليين، خصوصا أن علوش الذي كان يرفض خطوة الحريري قبل أن يعلنها، وعمل خلال الاجتماعات التي عقدت على إظهار معارضته لها محاولا ثنيه عن إتخاذها أو التخفيف من تأثيرها، تبدل موقفه بعد المؤتمر الصحافي الذي عقده الحريري الذي إلتقاه مطولا ليخرج علوش مقتنعا بقرار “سعد” ومعلنا عدم ترشحه، لكن موقفه إنقلب رأسا على عقب بعد المؤتمر الصحافي للسنيورة حيث أيد موقفه إنطلاقا من رفضه الفراغ في الساحة السنية، وصولا الى إتخاذه القرار بالانضمام الى مشروعه، ما فرض عليه الالتزام بالتعميم الصادر عن “تيار المستقبل” وتقديم إستقالته الى الرئيس الحريري الذي قبلها وأبلغ الأمانة العامة بها.
من الواضح أن قرار الرئيس سعد الحريري بالاعتكاف وعدم خوض الانتخابات النيابية نابع من موقف سياسي، وله هدف محدد يسعى الى تحقيقه، وبالتالي فإن كل من يخالف توجهات الحريري من ضمن “تيار المستقبل” يضرب عن قصد أو عن غير قصد موقفه ويمنعه من تحقيق هدفه، لذلك، فإن الاستياء ضمن عائلة الحريري وضمن قيادة التيار الأزرق هو سيد الموقف تجاه من خالفوا هذه التوجهات وآثروا التخلي عن تيارهم السياسي من أجل ترشيح غير مضمون النتائج، حيث كان الأجدى بهم بحسب مصادر مستقبلية أن “يلتزموا بالقرار الحزبي كما يحصل في أكثرية الاحزاب الأخرى لا أن يتحينوا الفرص للانقلاب عليه والسير بعكسه، والايحاء بأنهم ينطلقون نحو مواجهة سياسية في الوقت الذي آثر فيه الرئيس الحريري مع تيار المستقبل الاعتكاف”.
وترى هذه المصادر أن “ثمة حسابات خاطئة لكثير ممن إنقلبوا على قرار الحريري، خصوصا لجهة تقييم حجمهم الانتخابي وحضورهم الشعبي”، لافتين الانتباه الى أنه “في الاستحقاقات الماضية كان خلفهم تيار سياسي وشارع عريض وماكينة إنتخابية محترفة لم تكن تنام لتأمين الأصوات لهم، بينما سيكونون في الانتخابات المقبلة بمفردهم وضمن إمكاناتهم الذاتية الأمر الذي سيجعل مهمتهم صعبة للغاية، وربما يدركون ولو متأخرين بأن ما قاموا به هو دعسة ناقصة، وأن من وقف الى جانبهم ودعم مسيرتهم خلال دورات إنتخابية ماضية لا يستحق هذا الجحود السياسي”!..