معركة مسيحية من دون الاستعانة بصديق

7 مارس 2022
معركة مسيحية من دون الاستعانة بصديق


كتبت رلى ابراهيم في” الاخبار”: لا تشبه انتخابات المتن الشمالي مثيلتها في أي من الدوائر الأخرى. الناخبون، هنا، أكثر تسييساً، والصراع المسيحي – المسيحي على أوجه من دون قدرة على الاستعانة بصديق أو حليف. المعركة أساسية بالنسبة إلى التيار الوطني الحر الذي تمكن، في الدورة الماضية، من الفوز بثلاثة نواب حزبيين، وهو ما لم يتمكن من إنجازه في أي دائرة أخرى. أما للكتائب، أو آل الجميل، فهي معركة الحفاظ على العرين التاريخي الذي يؤمن لهم نائبين حزبيين، علماً أن مجموع نواب حزب الكتائب في 2018 لم يتعدّ ثلاثة. للقوات اللبنانية، هنا، قصة أخرى. إذ لطالما كان رئيس الحزب سمير جعجع ضعيفاً في المتن الشمالي. فالقوات المنشقة من الكتائب مرفوضة من آل الجميل، و”مبغوضة” من آل المر وآل لحود… إلى أن تحقق الحلم عام 2018، بفعل القانون النسبي، وبات للقوات نائب حزبي. وهو إنجاز تستميت معراب للحفاظ عليه. وفي المقابل، قد يفقد آل المر مقعداً نيابياً كان من المسلّمات في عهد النائب الراحل ميشال المر الذي شكّل، وحده، “حزباً” يوازي الأحزاب السياسية أصواتاً.

عام 2018، خاضت 5 لوائح الانتخابات في هذه المنطقة: لائحة التيار الوطني الحر والطاشناق، لائحة الكتائب، لائحة القوات، لائحة ميشال المر ولائحة المجتمع المدني والمستقلين المنضوية تحت حلف “كلنا وطني”. اليوم، هناك 7 لوائح على الأقل حتى الآن:
– لائحة للتيار قوامها النواب إبراهيم كنعان (ماروني) والياس بو صعب (أرثوذكسي) وإدي معلوف (كاثوليكي). يبحث التيار في خوض الانتخابات المقبلة في لائحة مستقلة عن الطاشناق ليستفيد من الكسور في لائحته. والبحث جار عن مرشحين موارنة للائحة والمشاورات قائمة مع سركيس.
– لائحة القوات اللبنانية، ومرشحها الرئيسي الوزير السابق ملحم رياشي (كاثوليكي). علماً أن رياشي ليس حزبياً، بل يأتي من خلفية مخيبرية (نسبة إلى ألبير مخيبر)، ويحمل شعار “مرشح الحياد البطريركي”، لذلك يتوقع أن يتمكن من اجتذاب أصوات من غير الحزبيين، مع الإشارة إلى أن اختيار القوات خوض الانتخابات على المقعد الكاثوليكي هذه المرة سيؤدي إلى معركة شرسة بين رياشي وإدي معلوف.
– لائحة الكتائب وتقتصر حتى الساعة على رئيس الحزب سامي الجميل والنائب المستقيل الياس حنكش.
إلى اللوائح الثلاث الرئيسية، يحاول المرشح سمير صليبا تركيب لائحة، وهو يلتقي مرشحين برفقة المسؤولة عن الماكينة الانتخابية في منصة “تغيير” (نحو الوطن سابقاً) شانتال سركيس (الأمينة العامة لحزب القوات سابقاً). فيما تجري اتصالات بين المجموعات المدنية والمستقلين، مع النائب السابق غسان مخيبر والوزير السابق شربل نحاس الذي تواصل مع الإعلامي جاد غصن لتبني ترشيحه في المتن. إلا أن الأخير لم يحسم أمر ترشحه بعد، إلى حين انجلاء شكل اللائحة وأعضائها وبرنامجها.