بعيداً عن النسب وتفاوتها، تجمع استطلاعات الرأي على أن حزب الكتائب استطاع تحقيق تقدم شعبي مهم منذ ثورة 17 تشرين ولاحقاً بسبب خطوته بالاستقالة من المجلس النيابي، وهذا ما يراهن عليه الحزب قبل الانتخابات النيابية من اجل تحقيق تقدم نيابي ملموس.
تأمل الكتائب في ان يكون تقدمها الشعبي مترافقا مع قدرتها على التحالف مع جمعيات المجتمع المدني وبعض تنظيمات الثورة مستفيدة من تحسن صورتها امام الرأي العام، وهذا ما سيؤدي الى استيعاب الموجة الشعبية الرافضة للقوى السياسية وتجييرها لصالحها.هم الكتائب الاساسي ليس توسيع عدد اعضاء كتلتها النيابية الى حد قياسي، بل يكمن في تزعم تكتل نيابي متجانس مع شخصيات مستقلة حليفة، تتمكن معهم من القيام بخطوات سياسية وتشريعية تعيد تزخيم الواقع الشعبي بشكل مستمر ومتواصل.
لكن وبالرغم من تحسن شعبيتها، لا يبدو ان الكتائب تدير معركتها الانتخابية بطريقة مثالية بل على العكس تماما فهي تتجه لتضييع فرصة تقدمها شعبيا وانسجامها مع الموجة الشعبية السارية المرتبطة بالحراك والثورة والتغيير، وهذا سيؤدي حتما الى حفاظ الكتائب على نفس عدد اعضاء كتلتها النيابية فقط.قررت الكتائب ترشيح حزبي على لائحة النائب نعمت افرام وهي تعلم بأن فوز مرشحها في كسروان امر شبه مستحيل، في حين انه كان من الممكن ايجاد شخصية لديها اصوات تفضيلية وازنة لدعمها في الانتخابات على لائحة فرام وضمها الى الكتلة الكتائبية في حال فازت بالمعركة، وهذا ما سيكون لديه حظوظ اكبر من مرشح الكتائب في هذه الدائرة بالذات.الخطأ نفسه قامت به الكتائب في دائرة الشمال الثالثة لكن بطريقة معاكسة، ففي حين ان حظوظ لائحة ميشال معوض بالفوز بالمقعد الماروني في البترون كبيرة، قررت الكتائب التخلي عن مرشحها الحزبي الذي يمتلك الاف الاصوات لصالح دعم مجد بطرس حرب، وهذا ينطبق على دائرة بعبدا حيث دعمت الكتائب نعيم عون بدل ترشيح حزبي علما ان الفوز بالمقعد يكاد يكون محسوما..
معركتان جيدتان تخوضهما الكتائب، الاولى في المتن حيث تتقن تشكيل لائحة قوية مؤلفة من شخصيات مهمة ومتنوعة الانتماء، والثانية في الاشرفية، حيث، اذا نجح الحراك الكتائبي لتشكيل لائحة مع انطوان الصحناوي فإن الامر يعني انها ستحقق انتصارا كبيرا في الدائرة.الحكم على سلوك الكتائب الانتخابي غير ممكن قبل صدور النتائج غير ان المعيار الاساسي لهذه المعركة الانتخابية بالنسبة للصيفي هو عدد النواب الذين سيكون جزءا من الكتلة النيابية، وبالتالي فإن الاخطاء التي ارتكتب في ادارة انتخابات 2018 لا يمكن ارتكابها اليوم ، لان “القصة وطنياً وحزبياً على المحك”، كما يقول مصدر متابع.