كتب رمال جوني في “نداء الوطن” “باي باي” منقوشة، فأفران المناقيش مهدّدة بالإقفال بعد توقّف إمدادها بالطحين، وقد دخل السوق السوداء.
شظايا الحرب الأوكرانية أحرقت مهن الفقراء، وأوّل ارتداداتها على لبنان أفران المناقيش وقد دخل أصحابها في صدمة كبرى، فهي ستغلق، ومنقوشة الفقراء ستختفي عن الساحة إلى ما شاء الله، ما يعني أنّ كل العاملين في هذا القطاع سيصبحون عاطلين عن العمل وسط أزمة اقتصادية اشتدّت وتيرتها في الأيام الماضية وتتّجه نحو الاشتعال أكثر، فكيف يقرأ أصحاب الأفران هذا القرار؟ وماذا عن المطاحن؟ وهل تفتح السوق السوداء أبوابها للطحين والزيت والسكر من جديد؟
يبدو أن مهن الفقراء تتدحرج نحو الهاوية الواحدة تلو الأخرى، اليوم أفران المناقيش وغداً الباتيسري وبعدها من يدري.مئات الشبان وجدوا طريقهم للعمل داخل أفران المناقيش هرباً من البطالة قبل أعوام، غير أنها اليوم تقف على عتبة الإقفال، بعد صدور قرار بوقف تسليمها الطحين، ما يعني خسارة اللبناني مصدر رزقه الوحيد.
فالزيت الذي يدخل في صناعة المنقوشة إرتفع 150 ألفاً دفعة واحدة إذ سجلت الـ8 ليترات زيتاً 430 ألف ليرة لبنانية، أما طن الطحين فبلغ المليون ليرة وأكثر ودخل في السوق السوداء، أما الغاز فتشير المعطيات إلى ارتفاعه ما يعني أن الخناق حول الفرّانين ضاق وأضيف إليه توقف إمدادهم بالطحين.
لا ينكر وكيل أصحاب المطاحن في لبنان علي رمال أن قرار توقّف مدّ أفران المناقيش بالطحين قاسٍ وجائر في آن، لافتاً إلى أن المطاحن لا تقوى على العمل بالطحين المدعوم فقط، بهذه الحال ستقفل المطاحن خلال 5 أيام، لأنها تعتمد بمعظمها على طحين أفران المناقيش والباتيسري لتصمد، وتوقّفها يعني قتل المطاحن أيضاً.
ويدعو رمال وزارة الاقتصاد إلى تدارك مخاطر القرار وتصحيحه، «فمن غير الجائر أن تضعنا بمواجهة مع أصحاب الأفران، فهذا سيخلق حال تصادم وقد تكون له عواقب وخيمة».إذاً، على عتبة الإقفال تقف أفران صناعة المناقيش، ومعها ستصبح المنقوشة حلماً ومن الذكريات.