عاد الرئيس فؤاد السنيورة إلى بيروت أمس من باريس ليستأنف مشاوراته الانتخابية مع مروحة من الأحزاب والشخصيات الحليفة على الساحتين المسيحية والدرزية، بالتوازي مع تفعيل لقاءاته مع عدد من المرشحين المحتملين على الساحة السنية، في سبيل حسم قرار ترشحه للانتخابات في بيروت.
وفي هذا الإطار، سرت خلال الساعات الأخيرة اخبار تفيد بأنّ السنيورة التقى خلال تواجده في العاصمة الفرنسية مسؤولاً في الاستخبارات السعودية بعيداً عن الأضواء.
وأكدت مصادر واسعة الاطلاع لـ”نداء الوطن” أنه لم يتسنّ لها التأكد بعد من حصول هذا اللقاء، غير أنها لم تستبعد إمكانية حصوله، معتبرةً أن “لا شي يمنع تواصل الرئيس السنيورة مع المسؤولين السعوديين وهو الأقرب راهناً لنيل مباركة المملكة لخوض الانتخابات على الساحة السنيّة، ربطاً بمواقفه الصلبة في مواجهة سطوة “حزب الله” ورفضاً للتوغل الإيراني في لبنان”.
وكتبت”اللواء”: في تطور جديد، اثر عودته من العاصمة الفرنسية (التي يتواجد فيها اللواء اشرف ريفي)، بدأ الرئيس السنيورة جولة اتصالات ولقاءات محورها انتخابي الى جانب الاوضاع المتدهورة في لبنان، استهلها باجتماع عقده امس مع “مجموعة العشرين”، لكن مصادر تابعت الاجتماع اوضحت انه تركز على نواحٍ اجتماعية لجهة عمل المؤسسات الكبرى الاجتماعية والخيرية في بيروت والمناطق.
وكتبت” الاخبار”: بحسب مصادر متابعة، لا تبدو مهمة السنيورة سهلة. صحيح أن تحالفه مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بات شبه محسوم في بيروت. لكنه يواجه إخفاقات، كما في “الشمال الأولى” (عكار) التي حسمت أمرها أمس بـ”الوفاء” للحريري، وكذلك في “بيروت الثانية” التي كان يفاوض القاضي نواف سلام على الترشح فيها، قبل أن ينفي الأخير أمس، على حسابه على “تويتر”، “إمكانية المساومة على مبادئي ومواقفي”، معلناً أن “قراري هو عدم الترشح إلى الانتخابات النيابية، لأنني لست من الساعين إلى كرسي في البرلمان”… وهو ما قد يدفع السنيورة إلى أخذ الأمور بيده وترشيح نفسه في بيروت.وفيما تؤكد مصادر أنه “لا يبدو أن هناك حركة عربية داعمة لتحرك السنيورة، أقلّه حتى اللحظة”، كما ظهر عقب زيارته لباريس في اليومين الماضيين، والتي التقى خلالها مسؤولاً سعودياً رفيعاً، كان لافتاً ما أشار إليه موقع “صوت بيروت إنترناشيونال” التابع لبهاء الحريري أمس، بأن “مهمة إعادة ترتيب البيت السنّي السيادي الرافض لدور حزب الله وإيران في لبنان تمهيداً لخوض الانتخابات النيابية، والتي يقودها السنيورة قد أنجزت”. ونقل الموقع عن مصادر سياسية “أن المسار الذي سيتم اعتماده لترجمة قرار المواجهة لا الانسحاب، قد تم الاتفاق عليه، على أن تتوضح الأمور أكثر خلال اليومين المقبلين. وأن العامل الأبرز الذي ساهم بحسم الأمور كان جرعة دعم تلقاها السنيورة خلال لقاء جمعه بمسؤول سعودي في باريس”. وبحسب الموقع نفسه، فإن “السنيورة جهّز أوراقه لتقديم ترشحه للانتخابات”.