ينتقد قيادي في ″تيار المستقبل″ إسراع عدد من نواب ومسؤولي التيار الى تقديم إستقالاتهم تمهيدا لترشحهم للانتخابات النيابية المقبلة، واصفا ذلك بالخيانة للرئيس سعد الحريري، ومحذرا هؤلاء من سقوط مدوٍ في الانتخابات، مذكرا البعض أن التيار سبق وأتى بهم ورشحهم ودعمهم ماليا ولوجستيا ووضع بتصرفهم ماكينات إنتخابية ضخمة وجيّر لهم جمهورا عريضا وأمّن لهم الفوز، مؤكدا أن هؤلاء لا يملكون أي حضور شعبي بعد تخليهم عن المستقبل، وواهم من يعتقد منهم، أنه يمكن أن ينجح في إستمالة الشارع بشعارات الحفاظ على الساحة السنية وعدم تركها للفراغ بعد إعتكاف الرئس سعد الحريري.
لم يعد خافيا على أحد أن العلاقة بين الرئيس فؤاد السنيورة من جهة والرئيس الحريري وعائلته وقيادة تياره من جهة ثانية، تتجه نحو القطيعة الكاملة، خصوصا بعدما أشارت معلومات الى أن السنيورة أراد إقناع الحريري بما يقوم به خلال إتصال هاتفي بينهما إنتهى بتوتر شديد بعدما رفض “زعيم المستقبل” خطوات السنيورة الذي يتعرض اليوم لهجوم عنيف بدءا من الأمين العام أحمد الحريري الذي نقل عنه مقربون كلاما قاسيا بحق رئيس الحكومة السابق، وصولا الى الجيش الالكتروني “الأزرق” الذي لا يتوانى عن شن الهجمات عليه، وتوجيه الانتقادات اللاذعة إليه.
لذلك، يبدو أن السنيورة الساعي الى وراثة الحالة الحريرية، والعودة الى مجلس النواب رئيسا لكتلة سنية، قرر أن يحرق كل “المراكب الزرقاء” خلفه، وأن يدخل في مواجهة ضارية مع الحريري و”تيار المستقبل”، حيث تشير المعلومات الى أنه سارع الى الاتصال بحزب القوات اللبنانية الموضوع على “اللائحة السوداء” “حريريا” وذلك تمهيدا لتعاون إنتخابي بينهما.
ولم يكتف السنيورة بذلك، بل غادر الى باريس لاقناع السفير نواف سلام بالعودة والترشح عن المقعد السني في بيروت، كما يقول مطلعون أنه فاتح اللواء أشرف ريفي المتواجد في باريس بضرورة التعاون الانتخابي في طرابلس، لكنه وبحسب المعلومات فشل في إقناع سلام الذي أعلن عدم رغبته بالترشح، وحصل على موافقة مبدئية من ريفي الذي تربطه بالسنيورة علاقة مميزة، وهو سبق وساهم مع النقيب رشيد درباس في جمعه بالرئيس الحريري بعد قطيعة بينهما وفي إقناعه بالانسحاب من المعركة الانتخابية الفرعية في طرابلس في مواجهة النائب ديما جمالي.
لا شك في أن خطوة السنيورة لجهة التعاون الانتخابي مع اللواء ريفي والتي تم تداولها في كثير من الصالونات السياسية أمس، قد فاجأت وأحرجت في الوقت نفسه بعض مرشحي اللائحة التي يعمل السنيورة على تشكيلها في المدينة وتضم بعض المستقيلين من النواب والمرشحين، خصوصا وان أكثرهم كان يعتمد على جمهور المستقبل، كما أن بعض هؤلاء سبق وأكدوا أنهم لا يمكن أن يتحالفوا مع اللواء ريفي وهم بعد إستقالتهم من التيار لم يعودوا قادرين على التخلي عن السنيورة، ولا على الترشح بمفردهم كونهم غير مقبولين من لوائح أخرى، الأمر الذي سيضعهم في وضع حرج جدا.
وكذلك الأمر بالنسبة الى بعض المرشحين المستقلين المقربين من الرئيس الحريري، فإن هؤلاء لا يريدون إستفزازه أو قطع العلاقة معه، وبالتالي فإنهم قد ينأون بأنفسهم عن الدخول في لائحة واحدة مع خصوم “التيار الأزرق” من اللواء ريفي الى القوات اللبنانية، وربما يفتشون عن خيارات أخرى غير مستفزة لحاضنتهم السياسية.