“معركة” جديدة بين “القوات” و”التيار”.. “خيانة” تتجاوز “الميغاسنتر”!

10 مارس 2022
“معركة” جديدة بين “القوات” و”التيار”.. “خيانة” تتجاوز “الميغاسنتر”!


فيما تبدو الأجواء “ملبّدة” على خط قضية “الميغاسنتر” المستحضَرة في ربع الساعة الأخير، بانتظار جلسة مجلس الوزراء بعد ظهر اليوم، التي يفترض أن تكون “حاسمة” في هذا الإطار، لفتت الانتباه في اليومين الماضيين “معركة كلامية” جديدة بين “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” بعد فترة من الانكفاء النسبيّ، تبادل خلالها الطرفان الاتهامات، بأعلى وأرفع الأسقف المُتاحة، وربما غير المُتاحة.
 
تجلّى ذلك بوضوح في كلام رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير السابق جبران باسيل الذي هاجم بعنف رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، من دون أن يسمّيه، حين أطلق شعار “مش اول مرة بيخون وبيتراجع”، والذي بدا واضحًا أنّه كان يقصد “الحكيم” به، ولا سيما أنّ الأخير كان اتهم “التيار” صراحةً بالسعي إلى تأجيل الانتخابات أو إطاحتها، من خلال طرح “الميغاسنتر” في هذا التوقيت، على بعد شهرين عن موعد الاستحقاق.
 
وفيما “استنفرت” الجماهير “الافتراضية” للدخول في قلب “المعركة”، “العونية” و”القواتية” على حدّ سواء، برز كلام للوزير السابق ريشار قيومجيان عن “القوات اللبنانية” استحدث فيه مصطلح “الميغاهبَل”، من وحي “الميغاسنتر”، للإشارة إلى سرديّة “التيار”، حيث شدّد على أنّ مهاجمة “القوات” لن تنفع، باعتبار أنّ ما وصفها بـ”المعارك الوهمية” التي تذكّرها باسيل، ومعه رئيس الجمهورية، متأخّرًا، “حق يُراد به باطل”.
 
“الميغاسنتر” حُجّة!
 
بالنسبة إلى “القواتيّين”، القصّة واضحة، فالميغاسنتر، التي كان جعجع أول من طالب بها، وسيواصل الدعوة إلى اعتمادها، بحسب ما يقولون، باتت مجرّد “شمّاعة” أو “حُجّة” يتلطّى خلفها “باسيل ورفاقه” من أجل “تطيير” الانتخابات، بعد أن جرّبوا كلّ الوسائل لتأجيلها أو إلغائها من دون أن يحقّقوا غايتهم، بدءًا من الطعن بتعديلات قانون الانتخاب، مرورًا بالإصرار على الدائرة 16 رغم كلّ الخلافات.
 
ويكفي برأي أصحاب وجهة النظر هذه أنّ “التيار” لم يتذكّر “الميغاسنتر” إلا في “الوقت الضائع” قبل شهرين من الانتخابات، في حين كان “الأجدى” به، لو صفت النوايا ووُجِدت الإرادة، أن يعمل على اعتمادها منذ فترة طويلة، خصوصًا أنّ الحديث عنها بدأ منذ ما قبل انتخابات 2018، لكنّها بقي في الإطار “النظري”، حتى أنّ “التيار” لم يُبدِ الإصرار هذا عند بحث تعديلات قانون الانتخابات في مجلس النواب، ولا تطرّق إليه رئيس الجمهورية حين ردّ القانون إلى البرلمان.
 
كلّ ما سبق يعزّز الهواجس المشروعة، وفق ما يقول “القواتيون”، من أن تكون غاية “التيار” من إثارة الميغاسنتر اليوم، وبهذا الإصرار “المريب” إلى حدّ بعيد، تطيير الانتخابات، ولو تحت عنوان “التمديد التقني”، وهو ما ألمح إليه أساسًا بعض الوزراء المحسوبين عليه، ولو أنّ “الميغاسنتر” بحدّ ذاتها تُعتبَر خطوة إصلاحية لا بدّ منها، لكنّ الإصلاحات على أهميتها لا يمكن أن تتقدّم على وجوب إجراء الانتخابات في موعدها.
 
أبعد من الميغاسنتر!
 
لا يتأخّر “التيار الوطني الحر” في الردّ على طروحات “القوات” باعتبارها “مجرد كلام” لا “أدلة” بالمُطلَق عليه، حيث تؤكد مصادره أنّ اعتماد “الميغاسنتر” لا يستوجب كلّ هذه الضجّة “المفتعَلة”، وهو يمكن أن يحصل بكلّ بساطة، باعتماد الآلية نفسها التي اتُبِعت في انتخابات المغتربين، ولو أنّ هذا الرأي يصطدم برأي “قانوني” يشدّد على حاجتها لتعديل في قانون الانتخابات، الذي لم ينصّ على مثل هذا “الإصلاح”، سوى من خلال ربطه بالبطاقة الممغنطة.
 
لكن، بمُعزَلٍ عن الحجج والحجج المضادة في هذا “الجدال”، كان لافتًا “استحضار” الوزير السابق جبران باسيل لمجموعة من الملفّات الإشكالية والجدلية مع “القوات” في صلب النقاش، من صلاحيات رئيس الجمهورية واتفاق الطائف، إلى ما بات يصطلح عليه بـ”الرئيس القوي”، مرورًا بنواب الانتشار أو الدائرة 16، وصولاً إلى “القانون الأرثوذكسي” الذي يتّهم “العونيون” جعجع بالنكث بعهده بالسير به، ما أدّى إلى “تطييره”.
 
ولعلّ هذا “الاستحضار” يكفي للاستنتاج بأنّ القضية أبعد من “الميغاسنتر”، بل قد ترتقي لمستوى “البروباغندا الانتخابية”، إذ إنّ الحملات المتبادلة في هذا السياق تندرج بشكل واضح في سياق المعركة الانتخابية التي بدأت بين الجانبين، علمًا أنّ “الحماوة” كبيرة بينهما، وهي تكون الأكثر “سخونة” على مستوى كلّ الأحزاب، إذ تتطلّع “القوات” إلى انتزاع “الصدارة” في التمثيل المسيحي، فيما يخشى “التيار” من سيناريو من هذا النوع، قد يكون “قاتلاً” بالنسبة إليه.
 
مرّة أخرى، إنّها الانتخابات. بمُعزَل عن نوايا “التأجيل” و”الإلغاء”، وعن مناخ “التشكيك” الذي لا يزال مهيمنًا، فإنّ الأكيد أنّ الحسابات الانتخابيّة بدأت “تسيطر” عمليًا على كلّ الأجواء المحيطة بالاستحقاق المُرتَقَب، حتى إنّ الإصرار على “الميغاسنتر” يُقرَأ في بعض الأوساط على أنه مجرد “دعاية انتخابية”، ومحاولة للقول مرّة أخرى “حاولنا وما خلّونا”!