الانتخابات النيابية دخلت مرحلة حسم الترشيحات.. والتحالفات ومخاوف التعطيل قائمة

12 مارس 2022
الانتخابات النيابية دخلت مرحلة حسم الترشيحات.. والتحالفات ومخاوف التعطيل قائمة


الطريق سالكة نحو الانتخابات التي يتحرك قطارها بسرعة بعدما بلغت الترشيحات 517 ترشيحاً ويتوقع أن تقارب الـ 1000 مرشح مع نهاية المهلة يوم الثلاثاء المقبل، فيما بدأت القوى الأساسية تعد العدة للانتهاء من حسم مرشحيها والتوجه لبلورة التحالفات بشكلها النهائي تمهيداً لإعلان اللوائح وإطلاق آخر مراحل عمل الماكينات الانتخابية.

وكتبت” النهار”: بعد منتصف آذار سيحمل معه أيضا عواصف استنفار سياسي وحزبي تقليدي ومجتمع مدني محدث على خلفية بدء المرحلة الحاسمة من العد العكسي للانتخابات النيابية. ذلك انه اعتبارا من الثلثاء المقبل في الخامس عشر من آذار ستبدأ واقعيا المرحلة الحاسمة لاكتمال صورة السباق الانتخابي في الدوائر الانتخابية الـ15 في كل المحافظات والاقضية بعد ان يقفل منتصف ليل الثلثاء باب تسجيل الترشيحات. ومع انقضاء هذا الموعد سيبدأ تباعا اعلان اللوائح والتحالفات الانتخابية علما ان الموعد النهائي لتسجيل اللوائح الانتخابية هو الرابع من نيسان المقبل. ولا يتصل العد العكسي لمرحلة الشهرين الأخيرين الحاسمين الفاصلين عن موعد الانتخابات في 15 أيار المقبل على استكمال الإجراءات القانونية التنفيذية لعمليات تسجيل الترشيحات واللوائح اذ ان الانهيار الذي يعيشه لبنان يجعل من مهلة الشهرين المتبقية للانتخابات محكاً بالغ الدقة والصعوبة وربما الخطورة على مستويات ثلاثة، كما يؤكد ذلك المعنيون الرسميون والمراقبون السياسيون. فثمة أولا تحد كبير جدا للحكومة والسلطة بكل وزاراتها واداراتها وأجهزتها الأمنية في استكمال إجراءات إنجاح الاستحقاق، وسط رصد الداخل والخارج للمطبات الكبيرة والكثيرة التي قد تواجه انجاز هذه الإجراءات بما يكفل الحدود القصوى من الكفاءة والنزاهة والشفافية والجاهزية لاجراء الانتخابات. وثمة ثانيا الاستحقاق الاجتماعي الأخطر اطلاقا اذ ان البلاد تنزلق بخطورة عالية، واكثر من أي مرحلة سابقة، نحو تفاقم هائل في الظروف المعيشية والخدمات خصوصا ان تداعيات الحرب الروسية على أوكرانيا فاقمت إلى حدود كبيرة أزمات النفط ومشتقاته والكهرباء والامن الغذائي الامر الذي سيضاعف المشقات والمصاعب في الأسابيع المقبلة. اما البعد الثالث في هذا التحدي فيتمثل في توفير معايير الاستقرار السياسي والأمني لحماية الاستحقاق وعدم تعريضه لاخطار غير محسوبة قد يراد منها الإطاحة به وسط ظروف دولية تحول دون أي اهتمام خارجي ملموس وفعال بالوضع في لبنان اقله في هذه المرحلة.
ومع دخول البلاد تدريجيا في مدار الانطلاق الفعلي نحو الحقبة الانتخابية، بلغ عدد المرشحين الذين تسجلوا للانتخابات 517 مرشحا بعدما قدم 98 شخصا ترشيحاتهم أمس. ويتوقع ان يرتفع عدد المرشحين بنسبة كبيرة يومي الاثنين والثلثاء قبل انتهاء مهلة التسجيل.
ويوم الاثنين المقبل، يعقد رئيس مجلس النواب نبيه بري مؤتمرا صحافيا، في الثالثة بعد الظهر، في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، في اول مقاربة إعلامية له للاستحقاق الانتخابي ويعلن على الارجح لائحة مرشحيه. كما ان كتلا كبيرة تتهيأ لاعلان مرشحيها اذ ان رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل سيعلن اسماء مرشحي التيار في كل المناطق اللبنانية يوم غد الاحد بعد ان يحسم امر الترشيح في بعض المناطق، لا سيما في المتن في ضوء عدم تحديد النائب الياس بو صعب قراره النهائي المتوقع ان يعلنه يوم السبت المقبل لجهة ترشحه او عزوفه، على ان يقدم مرشحو “التيار” ترشيحاتهم رسميا الاثنين.

كذلك علم في هذا الصدد، أن لقاءً مهماً سيعقد اليوم في المختارة لنواب ووزراء ومرشحي الحزب التقدمي الإشتراكي و”اللقاء الديموقراطي”، وقياديين من الحزب، وينقل وفق المعطيات المتوفرة، أن هذا اللقاء قد يؤدي إلى بلورة المسألة الانتخابية من جوانبها كافة، وتحديداً على خط المرشحين، ليصار بعد ذلك إلى الدخول في استنهاض وتجييش المحازبين والقواعد الشعبية.وتستعد مجموعة من “قوى التغيير”، مؤلفة من مجموعات وأحزاب “تغييرية” من كل لبنان، لإطلاق ورقة سياسية مشتركة وآلية وطنية لتوحيد لوائح قوى التغيير، لافتة إلى “أننا نتداعى كقوى تغيير من أجل وحدتنا تحضيرا لخوض الانتخابات النيابية سوية. اللبنانيون واللبنانيات يطالبوننا بوحدة الصف لمنحنا الثقة لكسر المنظومة”. وتعقد هذه القوى لقاءها في الرابعة والنصف بعد ظهر اليوم السبت في سن الفيل.وكتبت” نداء الوطن”: مع بدء العد العكسي لاستحقاق 15 أيار، يبدو أنّ الحماوة الانتخابية ستكون على أشدها مع بدء جميع الأطراف والقوى “تزييت” ماكيناتها للانطلاق في ترشيحاتها على أرض المعركة، والتي ستكون بطبيعة الحال مصحوبة بكلام سياسي مرتفع النبرة، بدءاً مع التصعيد المرتقب لرئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل غداً، مروراً بالمؤتمر “الانتخابي” الذي يعقده رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد غد الاثنين، وما بينهما محطة لرئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في مناسبة 14 آذار في اليوم نفسه.غير أنّ كل مشهد الاستعدادات الانتخابية، لا يعني بحسب بعض المراقبين أنّ محاولات “تطيير” الانتخابات ستتوقف، وسط تخوف كثيرين من استئناف “التيار الوطني الحر” محاولات توتير الاجواء في سياق التعبئة السياسية للتشويش على الاستحقاق، ربطاً بإثارة جملة ملفات “توتيرية” ترمي إلى تعكير الأجواء و”تفجير” أرضية التحضيرات اللوجستية الجارية لإجراء الانتخابات في موعدها المقرر في 15 أيار. وبناء على ما تقدّم يتأكد جلياً أن لبنان يسير مبدئياً إلى انتخاباته البرلمانية تحت وطأة واقع اقليمي ودولي متفجر وخطير يُخشى أن تطال تردداته الساحة اللبنانية من باب تطيير الانتخابات والترسيم الحدودي على حد سواء.وكتبت” الاخبار”: فيما أشيع في بيروت أن لقاء الرئيس فؤاد السنيورة في باريس أخيراً بمسؤول أمني سعودي مهّد الطريق أمام خوضه الانتخابات، كرر الرئيس تمام سلام أمام زواره أنه ليس في وارد الدخول في العملية الانتخابية. كما تبلّغ السنيورة بأن غالبية كوادر تيار المستقبل ملتزمة قرار الحريري، ما حصر جهوده في الحصول على دعم “مجموعة العشرين” التي انقسمت على نفسها أيضاً، فيما لم تقرر غالبية روابط العائلات البيروتية موقفها النهائي بعد. علماً أن مزاج المقاطعة تعزّز بعد التعثّر الذي واجه ماكينة بهاء الحريري إثر تراجع عملها في أكثر من منطقة. كما أعلنت قيادات من التيار التزامها قرار الحريري مثل محمد القرعاوي في البقاع الغربي ومحمد الحجار في إقليم الخروب.مصادر على صلة بالحريري أشارت إلى أن قراره عدم خوض الانتخابات غير قابل للاجتزاء، ولو تطلب الأمر عدم المشاركة اقتراعاً وليس ترشيحاً فقط. وقالت إن الحريري يتواصل مباشرة أو من خلال مساعدين مع عدد غير قليل من الفعاليات لتأكيد رفض أي محاولة لكسر القرار، ما يهدد بتقليص نسبة الاقتراع السني في الانتخابات المقبلة. ويترافق ذلك مع تراجع عدد كبير من الشخصيات في بيروت وطرابلس عن استقبال مرشحين من أطراف عدة للتشاور في الانتخابات.في غضون ذلك، طلب النائب السابق وليد جنبلاط من النائب نعمة طعمة خوض الانتخابات مجدداً إلى جانب نجله تيمور في الشوف. ويدرس طعمة ترشيح نجله مكانه على اللائحة، مع علمه المسبق بأن حظوظه بالفوز تراجعت بعد قرار جنبلاط تجيير غالبية الأصوات لمصلحة المرشحين عن المقعدين الدرزيين تيمور جنبلاط ومروان حمادة خشية سقوط الأخير أمام المرشح وئام وهاب الذي يحاول تشكيل لائحة مضادة بالتعاون مع النائب طلال إرسلان والتيار الوطني الحر وربما الجماعة الإسلامية في الشوف.