بيروت الثانية.. السنيورة يتقدم وحزب الله مرتاح

14 مارس 2022
بيروت الثانية.. السنيورة يتقدم وحزب الله مرتاح


لا يمكن، في الانتخابات النيابية المقبلة، اعتبار معركة بيروت الثانية معركة اساسية او مصيرية تساهم في تحديد نتيجة الانتخابات ومسارها، لكن بالرغم من ذلك يمكن القول ان بيروت الثانية ستشهد معارك تحديد احجام بعض القوى السياسية وتحديدا بعد تعليق تيار المستقبل عمله السياسي.
 
لم يحسم بعد عدد اللوائح التي ستشارك في المعركة الانتخابية في دائرة بيروت الثانية لكن بعض التكتلات الاساسية بدأت تظهر في ظل ارتفاع منسوب الخطاب السياسي والاستقطاب الانتخابي وزيادة حجم الحيوية المرتبطة بالتحالفات..
 
بعد انسحاب تيار المستقبل من المعركة الانتخابية، باتت قوى الثامن من اذار ، وعلى رأسها الثنائي الشيعي، مرتاحة الى حدود بعيدة في بيروت، خصوصا ان هذه القوى لديها كتل ناخبة ثابتة لا تتأثر بشكل فعلي بتراجع نسب التصويت التي ستصيب قوى منافسة.
 
قررت ٨ اذار خوض المعركة عبر لائحتين في بيروت، لائحة جمعية المشاريع الاسلامية التي تأمل الوصول الى حاصلين ولائحة الثنائي الشيعي والحزب السوري القومي الاجتماعي والتيار الوطني الحر التي تسعى الى الفوز بأربعة مقاعد بالرغم من صعوبة الهدف.
 
في المقابل بات الرئيس فؤاد السنيورة ورقة صعبة في معادلة بيروت الانتخابية ، اذ انه يحاول السيطرة على كل ما يمكن من جمهور تيار المستقبل وبيئته الشعبية وتجييرها الى صناديق الاقتراع لصالحه، وعندها يحقق امرين، يحقق انتصارا انتخابيا للائحة التي يدعمها ويسلب اللوائح المنافسة اي فرصة لوراثة جمهور التيار الازرق…
 
المتضرر الاكبر من حراك السنيورة الانتخابي هو النائب فؤاد المخزومي الذي كان يأمل ان يخرق القاعدة الشعبية المستقبلية ويستقطب الاف الاصوات ليتمكن من تأليف كتلة نيابية، الا ان الامر بات مستحيلا في ظل تقدم السنيورة وفي ظل تراجع علاقة مخزومي مع الشارع الشيعي الذي منحه الكثير من الاصوات في الانتخابات الماضية.
 
لوائح كثيرة للمجتمع المدني تتحضر ايضا في بيروت وكذلك لوائح قريبة من بيئة تيار المستقبل، لكن اللوائح الاساسية هي التي ستتحكم بالمشهد الانتخابي في الدائرة وهي التي سترسم  تفاصيل النتيجة، فهل ستتمكن قوى الثامن من اذار من تحقيق انتصار حقيقي في الدائرة وللمرة الاولى ام ان نتيجة العام ٢٠١٨ لن تتبدل كثيرا؟