شكل قرار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي العزوف عن الترشح للانتخابات النيابية محطة أساسية من المتوقع ان تكون لها انعكاساتها السياسية والشعبية، رغم انه دعا “الى الاقبال على الاقتراع لان التغيير الحقيقي يبدأ في الصناديق”.
وكتبت” النهار”: مع ان اعلان رئيس الحكومة عزوفه عن ترشيح نفسه للانتخابات اقتداء بتجربة حكومته السابقة كان متوقعا، فان ذلك لا يحجب تصاعد ما يصح تسميته بالازمة السنية العميقة التي ستتحكم اكثر فاكثر بمجمل التحالفات واللوائح والصورة الانتخابية، اذ يشكل عزوف ميقاتي الجرعة الصادمة الثانية سنيا بعد قرار الرئيس سعدالحريري تعليق مشاركته و”تيار المستقبل” النشاط السياسي والامتناع عن المشاركة في العملية الانتخابية ترشيحا. ولا يفوت المراقبين ملاحظة تكثيف اعلان نواب وسياسيين من تيار المستقبل في الأيام الأخيرة التزامهم قرار الرئيس الحريري بعدم الترشح الامر الذي بدأ ينسج معالم قرار مقاطعة ضمني غير معلن رسميا يمكن ان يتعاظم ويشكل كرة ثلج متدحرجة سنيا. ولذا تتجه الأنظار على نحو مركز الى ما يتولاه الرئيس فؤاد السنيورة من اتصالات ومشاورات من اجل تشكيل لائحة انتخابية قوية في دائرة بيروت الثانية تحديدا.
وبدا واضحا ان ميقاتي تحسب لمحظور الانكفاء السني الآخذ في الاتساع فقرن اعلان عزوفه بتوجيه “نداء الى جميع اللبنانيين للإقبال على الاقتراع”.وكتبت” نداء الوطن”: أقفل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي باب التكهنات والتحليلات حول موقفه من الاستحقاق فأعلن عزوفه عن الترشح مفضلاً تكرار “تجربة حكومة العام 2005” التي ترأسها وقدمت حينها “نموذجاً في الفصل بين إدارة الانتخابات وعدم الترشح، واستطعنا من خلالها نقل البلد من ضفة إلى أخرى في أصعب مرحلة، وكان هذا الخيار موضع تقدير محلي وخارجي”. على أنّ ميقاتي حرص على ألا يشوب قرار عزوفه أي شبهة مقاطعة للانتخابات، فتوجه إلى اللبنانيين داعياً إياهم إلى “الاقبال على الاقتراع، لأن التغيير الحقيقي المنشود يبدأ في صناديق الاقتراع (…) وكل ورقة إنتخابية توضع في الصندوق قادرة على إحداث التغيير المنشود”.واشارت” الديار” الى اكتمال صورة المشهد الانتخابي على نحو شبه كامل باعلان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عزوفه عن الترشح، ليكمل بذلك دائرة الفراغ في عزوف رؤساء الحكومة السابقين الثلاثة، بانتظار قرار مرتقب من رئيس الحكومة الاسبق فؤاد السنيورة اليوم”.