كتبت غادة حلاوي في” نداء الوطن”: لعلّ انطون سعادة يتحسّر على حزب علماني عابر للطوائف اسسه ليكون قدوة الاحزاب في الوطنية، فغدا فروعاً تستعد لمواجهة بعضها في الانتخابات، وتنقسم بين مرشحي فرع الروشة التابع لرئيس الحزب الحالي ربيع بنات، ومرشحي فرع البريستول التابع للرئيس السابق النائب أسعد حردان. بينما يعلن حردان اسماء المرشحين المدعومين من قبله ظهر اليوم، يستعد بنات لاعلان اسماء مرشحي فرعه. وباستثناء المقعد الارثوذكسي في مرجعيون – حاصبيا حيث نجح “حزب الله” في تحصين المقعد للنائب حردان برفض ترشيح شخصية قومية منافسة، فإن الحزب “القومي” يخوض الانتخابات بهدف اقصاء بعضه وليس بهدف الوصول الى البرلمان. كل ترشيحات المناطق ستشهد ترشيحات بالمقابل، كله يعبر عن الأسف والانزعاج بينما هامش التفاهم ضاق ما ينذر بوجود قطبة مخفية موجودة في سوريا على الارجح حيث مرجعية الحزب وكلمة سره.
ليس الانقسام داخل الحزب “القومي” جديداً. سلسلة الانشقاقات موجودة داخله وفي تزايد مستمر وقد اتسمت بحدة فائقة وبرزت اليوم مع الاستعداد لخوض الانتخابات النيابية، حيث تمظهرت حركة اصطفافات وترشيحات حزبية توزعت بين مجموعتي البريستول التابعة لرئيس الحزب اسعد حردان، والروشة التابعة لرئيس الحزب الحالي نزار بنات. وتبرز الخلافات الانتخابية خصوصاً في الكورة حيث ترشح النائب الحالي سليم سعادة مدعوماً من حردان بالتحالف مع “المرده”، كما ترشح عن القومي ايضاً وليد عازار المدعوم من جماعة الروشة متحالفاً مع “التيار الوطني الحر”. انقسام يخلّف ندوباً على الحزب وسيؤثر حكماً على نتائجه في الانتخابات. التفاهم بين الثنائي و”التيار الوطني الحر” اطاح بمقعد “القومي” الذي شغله في انتخابات 2018 النائب البير منصور غير الحزبي والمنضم إلى كتلة الحزب النيابية، والذي يغادر حلبة ساحة النجمة كما دخلها فلم تضف ولاية السنوات الاربع النيابية الى رصيده بقدر ما اساءت الى حضوره.
القوميون المنقسمون بين بنات وحردان، جميعهم تخرجوا من المدرسة ذاتها وهي مدرسة أسعد حردان الذي يزعجه ما وصل اليه القومي، ويتحدث في اتصال مع “نداء الوطن” عن “وجود جهات آخذ على خاطرها، وناس ما بدهم” يعترفوا انه “من الخطأ وجود مرشحين اثنين للحزب عن المقعد ذاته او في المنطقة ذاتها، سواء في الكورة او بيروت او في اي منطقة اخرى وهذا يعد اخفاقاً للحزب ومرفوض”. ويقول: “نحن مع تقوية الحزب وليس مع اضعافه لانه حزب غير طائفي ويشكل حاجة وطنية للبلد”، غامزاً من قناة “محاولة لإضعاف الحزب يقوم بها بعض القوميين ويجب ان يُسألوا عن سببها والغاية منها”.