مختبر كورونا.. في فترة استراحة محارب!

16 مارس 2022
مختبر كورونا.. في فترة استراحة محارب!


كتبت زينب حمود في “الأخبار”: مع قرار وزارة الصحة إيقاف فحوصات الـpcr للوافدين عبر المعابر الجوية والبرية، أُسدلت الستارة على تجربة رائدة لمختبر الجامعة اللبنانية في الحدث. على مدار سنة ونصف سنة، لم يتوقّف المختبر عن محاربة الوباء للحظة. وأظهر جنوده نشاطاً وكفاءة عالييْن من خلال إجراء 13 ألف فحص pcr يومياً بدقّة، والسرعة في الإعلان عن وصول المتحوّرات الجديدة. هذه المرحلة الذهبية، وإن انتهت، لن تُعيد المختبر إلى فترة ما قبل كورونا
 
بعد سنة ونصف سنة من العمل الدؤوب على مدار الساعة ومن دون أي يوم استراحة، ودّع الفريق البحثي في الجامعة اللبنانية «مختبر الكورونا» بدموعهم. هذا المختبر أتاح لهم فرصة إظهار إمكاناتهم البحثية، وأكّد دور الجامعة الوطنية أساتذة وطلاباً، في تحمّل المسؤولية في وقت تقاعست فيه المؤسسات الخاصة عن القيام بمهامها. يعبّر حمزة أحد العاملين فيه عن «القهر» لاتخاذ هذا القرار، منتقداً قرار إيقاف فحوصات الـpcr «نظراً إلى وجود حاجة علمية لرصد الحالات، ففيما حجم المناعة المجتمعية في لبنان يساوي 40%، كيف نعرف بوصول سلالة جديدة؟
 

يقول الباحث في المختبر نادر حسين: «عملنا كان يرتكز على إجراء الفحوصات والاستفادة منها للترصّد الوبائي ومراقبة المتحوّرات التي تدخل إلى البلد». هذا الأمر توقّف في 28 شباط الماضي «بانتظار انطلاقة جديدة تضمن تطوره واستمراريته». ويؤكد المسؤول عن المختبر الباحث فادي عبد الساتر ذلك بالقول: «نحن في فترة استراحة محارب في مواجهة الوباء»، معتبراً أنّ المختبر يمرّ في فترة انتقالية و«تضع الجامعة الخطط لمشاريع بحثية منتجة تحاكي تجربة كورونا».
 
تجربة مختبر الجامعة اللبنانية بالتصدي للوباء تتعدى كونها تجربة ممتازة أظهرت كفاءة الأساتذة والباحثين وقدرة الجامعة اللبنانية على تقديم خدمات اجتماعية ومساعدة الدولة والحكومة. هذا المختبر المنتج ساعد حوالى 200 خرّيج من الجامعة في الحصول على فرصة عمل أولاً، وخبرة للعمل في المختبرات العلمية الخاصة ثانياً. و«كان لدى هؤلاء الخرّيجين دافع شخصي ومعنوي هائل للعمل حتى إنهم أمضوا أحياناً 12 ساعة و13 ساعة في المختبر من دون أن نطلب منهم ذلك»، بحسب عبد الساتر. مع إقفاله، يخسر الطلاب العاملون في المطار وفي المختبر البحثي مصدر رزقهم ويعودون إلى المربّع الأول: لا وظيفة ولا أمل بالحصول على وظيفة تتناسب مع شهاداتهم.
 
من جهته، يُعيد رئيس الجامعة اللبنانية بسام بدران انتهاء مرحلة التصدي للجائحة في المختبر البحثي إلى «انحسار فيروس كورونا وتراجع الحاجة العلمية لدراسته»، مشيراً إلى «توجّه لدراسة التسلسل الجيني وتشخيص الأمراض الوراثية مثل الأمراض السرطانية باستخدام أساليب متقدمة ولا سيما آلة (NGS) التي سيبدأ التدريب عليها الثلاثاء المقبل».