ما سرب من حديث الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في لقاء داخلي امس، يوحي بأن الحزب يتعاطى مع المعركة الانتخابية بكثير من الجدية، لا بوصفها انتخابات نيابية تقليدية بل محطة مصيرية في تاريخ لبنان في ظل ما يحكى عن تطورات اقليمية ودولية وامكانية حصول تسوية داخلية شاملة.
وضع حزب الله اهدافا انتخابية كبيرة، وحدد اولوياته بالتوازي مع اطلاق ماكيناته الانتخابية في مختلف الدوائر التي يترشح فيها والتي يدعم فيها حلفاءه بأصوات تفضيلية او بأصوات للائحة ككل، لذلك فإن الحزب استنفر كل اجهزته المعنية تمهيدا للاستحقاق..
احدى اولويات الحزب الانتخابية هي الوصول الى عدد الاصوات التي وصل اليها في الانتخابات النيابية السابقة، ومنع انخفاض نسبة التصويت بشكل كبير، ولعل هذا الامر احد ابرز التحديات الجدية على الساحة الشيعية في ظل الازمة الاقتصادية والاجتماعية التي يمر بها لبنان..
الهدف الثاني هو الفوز بالنواب الشيعة الـ٢٧، وهو هدف واقعي نسبيا اذ يصعب، وبالرغم من كل التحولات العامة، خرق لوائح “الثنائي الشيعي” وتحديدا بالمقاعد الشيعية، واذا كانت نطقة الضعف الوحيدة تتمثل بمقعد جبيل فإن التحالف مع التيار الوطني الحر حسم مسألة الفوز بالمقعد الشيعي لصالح الحزب.
كما ان الفوز بالاكثرية، والذي كان هدفا خجولا للحزب في الانتخابات والاستحقاقات السابقة بات هدفا صريحا، يعمل الحزب على تحقيقه من دون اي اعتبارات مرتبطة بالواقع المذهبي والطائفي في هذه الدائرة او تلك، او حسابات مرتبطة بالحصار الدولي للدولة في حال فوز الحزب بالاكثرية.
يرغب حزب الله بالفوز بدوائر حساسة، كان يتجنب سابقا خوض معركة كسر عضم فيها، كدائرة بيروت الثانية التي ستكون احدى الدوائر التي سيتقدم فيها الحزب وحلفاؤه في الانتخابات المقبلة بشكل لافت في ظل غياب الطرف الاقوى فيها اي الرئيس سعد الحريري…
مما سرب من كلام نصرالله امس انه قال ان الحزب لم يعط اي وعد لاحد بإعطائه اصواتا تفضيلية، وهذا يوحي ان الحزب يرغب بحسم مقاعده الاساسية اولا، وليس مهما لديه الطرف الذي سيفوز من بين حلفائه بل المهم هو عدد المقاعد الحليفة التي ستكون الى جانبه في مجلس النواب.