الخلافات المارونية المارونية تنتقل إلى الرابطة

17 مارس 2022
الخلافات المارونية المارونية تنتقل إلى الرابطة


تحت شعار “خدمة الطائفة المارونية وخدمة لبنان” تتنافس ثلاث لوائح لولاية جديدة للرابطة المارونية، حيث سيدلي 889 عضوًا من أصل 1200 ناخب سدّدوا بدل إشتراكاتهم السنوية بعد غد السبت في 19 آذار الجاري.

ويترأس هذه اللوائح كل من غسان الخوري وبول كنعان وخليل كرم، وقاسمهم المشترك، وفق بياناتهم الرسمية “عباءة بكركي”، التي يقف سيدّها البطريرك الراعي “على مسافة واحدة من جميع المرشحين”، على ما تقول مصادرالصرح البطريركي، التي تعتبر “أن عمل الرابطة هو الخدمة وليس أي عمل آخر، وأن التنافس يجب أن يكون لخدمة المجتمع ولخدمة قضايا الطائفة، خصوصًا في هذه الظروف الصعبة على الجميع إقتصاديًا ومعيشيًا”.
وتضيف هذه المصادر: “أن من يرى نفسه مؤهّلًا لهذه الخدمة فهو مرحبّ به ومباركة خطواته، وأن بكركي لم تتدّخل يومًا بما لا شأن لها به، وهي تحترم الأصول الديمقراطية وتشجّع الآخرين على إحترامها فكم بالحري عندما يكون الأمر متعلقًا بمؤسسة لها معها إرتباطات معنوية مهمّة. فإرادة الناخب يجب أن تُحترم، وبالتالي يجب ان تُحترم حرية خياراته. فمن يفوز في نهاية فرز الصناديق توجّه إليه التهنئة لتبدأ مع أعضاء الرابطة الجدد مرحلة جديدة بعيدًا عن الشعارات الطنانة والجاذبة والمستهلكة في آن، وإن بدت في كثير من الاحيان غير واقعية وغير متطابقة مع الواقع المأزوم الذي تعيشه الطائفة وسط هذا الكمّ الهائل من الخلافات المتجذّرة بين الأحزاب المسيحية، والتي لها صفة مارونية بالتحديد، بإعتبار أن رؤساءها هم من الطائفة المارونية ( النائب جبران باسيل والدكتور سمير جعجع والوزير السابق سليمان فرنجية والنائب المستقيل سامي الجميّل)، خصوصًا في ظل حماوة الإنتخابات النيابية، التي ستستخدم فيها مختلف الأسلحة الفردية والمتوسطة والثقيلة، وستكون ذات سقف عال جدًّا، من دون الأخذ في الإعتبار الأوضاع المعيشية الصعبة التي يمرّ بها جميع اللبنانيين على حدّ سواء، حيث يتعاظم الخوْف من الهجرة المستمرّة للشباب يشعر كل ماروني بأنه معني بإحداث تغيير يقلب الأوضاع وينهي كل ما من شأنه إبعاد اللبناني عمّا يجعله يفتشّ عن بلاد أخرى غير بلاده، التي ترّبى فيها، وناضل من أجلها، وكان يأمل أن يمضي بقية عمره فيها، ويدفن إلى جانب أجداده.
فالشعارات المرفوعة في أيّ إنتخابات، وليس في إنتخابات الرابطة المارونية تحديدًا، لم تعد تُجدي نفعاً إنْ لم تكن مقرونة بالأفعال. فعلى هذا النمط من المُفترض أنْ تجري هذه الإنتخابات السبت، ولكن ليس كالتجارب السابقة، حيث كانت الأحزاب والتيارات السياسية تنقل خلافاتها إلى داخل الرابطة، ويتنافس المتنافسون على أساس إنتماءاتهم الحزبية،وهذا ما جعل عمل الرابطة في كثير من المراحل من دون جدوى وفاعلية على الساحة الوطنية، إذ قلما رأيناها تتحرّك لرأب الصدع الماروني – الماروني، وتسعى إلى تضييق الخلافات المستحكمة بين هذه الأحزاب، التي ستتصاعد وتيرتها على الأرض كلما إقتربنا من موعد الإستحقاق الإنتخابي.
ويخشى بعض المراقبين أن تؤدي هذه الإحتقانات السياسية الناتجة عن المواقف التصعيدية، التي تعتمد على التجييش كأسلوب غير حضاري للإستقطاب، إلى مصادمات في الشارع بين المنتمين إلى هذه الأحزاب والتيارات، بالطبع من دون أن يكون للرابطة، أيًّا يكن الفائز في إنتخاباتها، أي موقف حاسم وجازم يتناسب مع دورها الذي كانت تلعبه في المراحل الأولى لتأسيسها قبل أن تنخرها “سوسة” السياسة من الداخل.