إنتخابات 2022.. لمن يهمه الأمر!

17 مارس 2022آخر تحديث :
إنتخابات 2022.. لمن يهمه الأمر!


تفاوت الآراء حول الرقم الصادم لعدد المرشحين للانتخابات النيابية المقررة في 15 أيار المقبل، حيث بلغ 1043 مرشحا، وهو رقم لم تشهده أية إنتخابات منذ إتفاق الطائف، وربما منذ الاستقلال.
ثمة من يرى أن إرتفاع عدد المرشحين هو دليل صحة إنتخابية وحيوية سياسية، لجهة السعي الى التغيير الحقيقي من خلال صناديق الاقتراع خصوصا أن كثرة اللوائح قد تؤدي الى تخفيض الحاصل الذي يعتقد كثير من هؤلاء أنه يستطيع الحصول عليه والنجاح.
في حين يرى آخرون أن هذا العدد الكبير هو دليل تخبط وإنعدام جدية، خصوصا أن ثورة 17 تشرين وما تلاها من تحركات جعلت عملية الترشيح لهذا الاستحقاق نوعا من الاستعراض، أو مجرد تسلية، أو عبارة عن عدوى إنتقلت بين الناشطين حيث سارع كل من يمتلك أو نجح في تأمين رسم الترشيح (30 مليون ليرة) الى التقدم بترشيحه من دون أن يحسب حسابا لما هو قادم.
لذلك، يتوقع بعض العارفين أن يراجع أكثر من ثلث المرشحين حساباتهم أو أن يُخفقوا في الانضمام الى لوائح، ويجدوا أنفسهم مضطرين الى الانسحاب ضمن المهلة المحددة، ليتوزع ما تبقى من مرشحين الى ثلاثة أقسام هي:
أولا: مرشحون ملتزمون بتيارات سياسية محصنين بماكينات إنتخابية ضخمة قادرة على تحريك جمهورها وتسعى الى تأكيد حضورها في مناطقها، أو الى رفع نسب تمثيلها، أو الحد من خسائرها أو مواجهة محاولات تطويقها.
ثانيا: مرشحون كثر من المجموعات الثورية والمجتمع المدني الذين يملكون الامكانات والارادة في التغيير، لكنهم غير موحدين لتشكيل قوة قادرة على الاختراق، حيث من المتوقع أن تشهد كل دائرة من الدوائر الانتخابية ولادة لوائح عدة تحت عناوين الثورة والمعارضة ما قد يجعل معظمها من دون طائل كونها تعارض وترفع شعارات من دون تقديم بدائل منطقية، وهي لم تنجح حتى الآن في إقناع القواعد الشعبية لتتمكن من منافسة التيارات السياسية، كما أن تعدد اللوائح وتنوعها وتشتتها سيجعلها تأكل من “صحون” بعضها البعض.
 
ثالثا: المرشحون المتضررون الذين لم تتسع اللوائح الرئيسية لهم، وقد يلجأون الى تحالف الضرورة لاستكمال المسيرة الانتخابية، وهؤلاء سيشكلون لوائح غير منسجمة في الفكر والتوجهات، وربما تشهد خلافات ومواجهات داخلية ما يؤدي الى إضعافها وتحويلها الى لزوم ما لا يلزم ضمن المنافسة الانتخابية.
أمام هذا الواقع، قد يشكل الاحباط الناتج عن الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والمعيشية الصعبة، وعدم قدرة الكثيرين على الوصول الى مراكز الاقتراع بسبب غلاء المحروقات، وعن عزوف الرموز السنية من رؤساء الحكومات وتيار المستقبل، وعن فقدان الأمل في إمكانية التغيير، سببا رئيسيا لانخفاض نسب الاقتراع بشكل غير مسبوق، ولوصول مجلس نيابي باهت غير فاعل وربما غير قادر على المواجهة، علما أن أن التشتت في لوائح الثورة والمجتمع المدني، وحرص التيارات السياسية المختلفة على تحريك ما أمكن من جمهورها من خلال الماكينات الانتخابية، سيجعل هذا الاستحقاق لمن يهمه الأمر!..

المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع “بيروت نيوز” بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و”الموقع” غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك.