الجميع إلا السنّة… بمَن حضر

19 مارس 2022


كتب نقولا ناصيف في “الاخبار”: ما يحدث الآن، في انتخابات 2022، ينقل صورة معكوسة عن الاستحقاق المنصرم، وهو ملاقاة الشارع السنّي زعيمه في مقاطعته وتضامنه معه. كان ذلك كافياً كي يلتقط رؤساء الحكومات السابقون ونواب تيار المستقبل الاشارة السلبية هذه، ويعزفون تفادياً لأي تفسير يُعتد به على انه طعن في الظهر.الواقع ان المعني الوحيد بمثل اتهام كهذا، من المفترض انه مصوَّب الى السنيورة. قبل اربعة ايام على عزوف الحريري، تخلى الرئيس تمام سلام عن نيابته وهو حليف لتيار المستقبل وليس في عداده. كذلك فعل الرئيس نجيب ميقاتي، غير المعني بتيار المستقبل، بيد انه استشم الحاجة الى التضامن مع رغبة الشارع السنّي في المقاطعة، مع ان لشارعه السنّي الطرابلسي خصوصية لا تطابق بالضرورة خصوصية الشارع السنّي البيروتي. وحده السنيورة دار من حوله الجدل والاجتهاد في احتمال ان يحلّل ما حرّمه الحريري، وهو العودة عن المقاطعة والذهاب الى الترشح. ربما لم يكن النائب السابق لصيدا معنياً باعلان عزوفه، او مطلوباً منه، مذ أُبعد عن نيابة مسقطه في انتخابات 2018، وفقد تالياً موقعه في كتلة المستقبل وإن رمزياً، وهو اقدم رفاق الحريري الاب، شاغلاً ذاته بذاته بعدما مالت المفاضلة الى النائبة بهية الحريري.
رغم التلويح بربط المقاطعة السنّية باحتمال تأجيل انتخابات 15 ايار بدعوى فقدانها الميثاقية، تلاشى كل تفكير في هذا المنحى بعدما تصاعدت وتيرته على اثر اتخاذ الحريري موقفه ذاك. ظهر اصرار وتمسّك بالاستحقاق بمَن حضر من السنّة، في مقابل حضور الشيعة والمسيحيين والدروز جميعاً، على نحو بدا كأنه تكرار لما حصل في انتخابات 1992.واقع الامر، ان ما هو مرشح للحدوث في استحقاق 2022 لا يشبه ما رافق انتخابات 1992 في معظم الدلالات، في الاسباب ثم الحجج والمبررات وصولاً الى النتائج.