“التيار” يخوض معركة اضعافه.. “حزب الله” يعطل بعض الاهداف!

21 مارس 2022
“التيار” يخوض معركة اضعافه.. “حزب الله” يعطل بعض الاهداف!

تقول استطلاعات الرأي، وبشكل متقاطع، إن الواقع الشعبي ل”التيار الوطني الحر”تراجع بشكل لافت في السنوات التي تلت الانتخابات النيابية السابقة، لكن الى جانب هذا التراجع تراجعت كل القوى السياسية في لبنان وتحديدا في الشارع المسيحي. هذا الواقع خفف من وقع الخسائر الشعبية ل “التيار” وحولها الى عملية تراجع شبه متساوية مع الخصوم، وهذا يطرح السؤال عن امكانية ترجمتها نيابيا.

بعيدا عن “الدراما” السياسية التي يروج لها “التيار الوطني الحر” عبر تظهير مظلومية سياسية غير واقعية، غير ان الاستهداف الاعلامي والسياسي ل”التيار” خلال السنوات الماضية لا يمكن تجاهله. واذا كانت فكرة الاستهداف مشروعة سياسيا، فإن عدم القدرة على تسييل اهدافها ونتائجها عمليا  سيعني فشلها.احد اسباب استهداف “التيار الوطني الحر” لاضعافه، كانت سلب حزب الله لحاضنته المسيحية وبالتالي الوطنية، والهدف الثاني انهاء حالة التفوق النيابي والمؤسساتي لحزب الله من خلال تمكنه وحلفائه من الفوز بالاكثرية في انتخابات 2018 ، والهدف الثالث هو  تحقيق ما يمكن وصفه بـ”ردع” اي قوة سياسية تساهم في تدعيم حزب الله داخليا او التحالف معه، عبر اظهار نموذج لما سيحل بها بسبب هكذا خطوة.

واقعيا، ولاسباب مرتبطة بأداء “التيار”، وبسبب الحملة السياسية عليه، تراجع “التيار” سياسيا وشعبيا، لكن لا يبدو ان خصومه قادرون ، قبل اسابيع قليلة من الانتخابات النيابية المقبلة، من “تقريش” هذا التراجع سياسيا. يلعب حزب الله دورا حاسما في دعم “التيار الوطني الحر”، حتى ان تمايز “التيار” السياسي عن حزب الله لا يزعج الاخير، لا بل يعتبره جزءا من محاولة الامساك بشارعه.يريد حزب الله من دعمه ل “التيار” افشال محاولات اضعافه وبالتالي الحفاظ على كتلة نيابية كبيرة تعطيه غطاء مسيحيا مستمرا، وثانيا الفوز بالاكثرية والحفاظ عليها، وثالثا اظهار قدرته على حماية من يتحالف معه ودعمه حتى النهاية.يضمن حزب الله ل”التيار الوطني الحر الفوز باربعة مقاعد نيابية، مقعد في بعلبك الهرمل واخر في البقاع الغربي ومقعد في زحلة ومقعد في بيروت الثانية، ويفتح له الباب واسعا لخوض معركة الفوز بمقعدين آخرين هما المقعد الماروني الثاني في بعبدا والمقعد الكاثوليكي في جزين، هكذا يبدأ “التيار” معركته الانتخابية متقدما على خصومه بهدايا حلفائه النيابية. 

كما ان “التيار” يضمن ايضا حاصلا انتخابيا في دوائر متعددة من عكار الى الشمال الثالثة الى جبيل وكسروان والمتن وبيروت الاولى وبعبدا وجزين وعاليه وكسروان ليخوض معارك على الحواصل الاضافية في كل هذه الدوائر والاقضية. في المحصلة قد يقترب “التيار” مع حلفائه الذين يشاركوه التكتل النيابي من الفوز بكتلة نيابية قد تقترب من عتبة العشرين نائبا، وهذا ما سيؤهلها لتكون اكبر كتلة مسيحية مجددا، من دون احتساب تحالف خصوم التيار ضده والذين قد تكون لديهم مجتمعين اغلبية مسيحية. هذه النتيجة، وفي حال تحققت، ستعيد “التيار” شريكا نسبيا في القرار السياسي في الاستحقاقات الدستورية المقبلة، وسيتمكن من الاخذ والرد والحصول على المكاسب مقابل تنازل من هنا واخر من هناك، وسيؤمن لحزب الله ايضا فوزا سياسيا  واضحا، كل ذلك في انتظار الحقيقة الوحيدة التي لن تظهر الا مع فرز اخر صندوق انتخابي….