البابا فرنسيس بحث وعون في الحضور المسيحي والراعي يلتقي شيخ الازهر

22 مارس 2022
البابا فرنسيس بحث وعون في الحضور المسيحي والراعي يلتقي شيخ الازهر


حدثان بارزان استحوذا الاهتمام أمس تمثلا بزيارتين لاكبر مرجعين مارونيين سياسي وديني لكل من الفاتيكان ومصر. فالبابا فرنسيس استقبل امس رئيس الجمهورية ميشال عون ، فيما كان شيخ الازهر الامام الاكبر احمد الطيب يستقبل البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي زار ايضا الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط .وبحسب معلومات «الأخبار»، فقد جرى بحث معمّق بين رئيس الجمهورية ومسؤولي الفاتيكان في موضوع المسيحيين في الشرق وكيفية تجذرهم فيه، خصوصاً بعد موجة التهجير التي تعرضوا لها في العقدين الماضيين، «وكان الاتفاق بين الطرفين تاماً على أن حماية المسيحيين لا تكون بعزل أنفسهم عن بيئاتهم ومحيطهم، ولا باستجرار التدخلات الخارجية، وإنما بالحوار والتواصل مع هذا المحيط». وهو ما أكّده البابا بقوله إن «لبنان، بجميع أبنائه، المسيحيين والمسلمين، لا يجب أن يتخلى عن قيم الأصالة القائمة على الاحترام». وما ينطبق على لبنان ينسحب بطبيعة الحال على كل مسيحيي الشرق.وفي سياق دعوة الحوار هذه، أكّدت مصادر «الأخبار» أن موقف الفاتيكان «متقدّم جداً» بضرورة أن يكون هناك حوار عميق مع حزب الله. ورغم الإقرار بأن هناك خلافاً في ما يتعلّق بمسألة السلاح، من منطلق أنه لا ينبغي في أي دولة أن يكون هناك سلاح خارج سلطة هذه الدولة، إلا أن الفاتيكان، خلافاً لمن يصفون الحزب بأنه يمثل ذراعاً إيرانية، «يعتبر أن هذا السلاح هو في أيدي مجموعة لبنانية تشكّل جزءاً من النسيج اللبناني. ولذلك، يجب أن يكون الحوار في هذا الشأن حواراً داخلياً وليس مع قوى خارجية». المصادر نفسها أشارت إلى أن الفاتيكان أبلغ عبر الطرق المعتمدة البطريرك الماروني بشارة الراعي بضرورة «ركلجة» الخطاب في ما يتعلق بالعلاقة مع حزب الله على قاعدة «إعادة التواصل»، وأن «القطيعة أمر غير محبّذ حتى لو كان هناك اختلاف في وجهات النظر».

ملف النازحين السوريين كان أيضاً حاضراً بقوة في لقاءات رئيس الجمهورية الذي شدّد أمام البابا وبارولين على أن «لبنان لا يمكنه تحمل عبء النازحين السوريين وعدم عودتهم إلى بلادهم، لا سيما أن مناطق عدة فيها أصبحت آمنة، وسط سكوت العالم ولامبالاته»، مشيراً إلى «الانعكاسات الاقتصادية والمالية والاجتماعية التي تترتب على استمرار وجودهم في لبنان والخشية من أن يؤدي بقاؤهم إلى تغيير التوازن الديموغرافي للتركيبة اللبنانية». وبحسب المعلومات، سمع عون من المسؤولين في الكرسي الرسولي «مخاوف فاتيكانية من أن هناك ما يشبه القرار الأميركي بعدم تسريع عودة النازحين، لعدم الإيحاء، من جهة، بأن سوريا باتت آمنة بما يسمح بعودة مواطنيها. أما الأخطر فهو أن بعض مسؤولي الفاتيكان أعربوا عن اعتقادهم بأن الأميركيين يرون في بقاء النازحين في لبنان كتلة بشرية توازي الكتلة الشيعية الصاعدة بما يحقّق توازناً في الصراع السني – الشيعي في المنطقة»!
وكتبت” النهار”: من المفارقات اللافتة ان تبرز ظاهرة سياسية تمثلت في انه فيما كانت الحلقات الجديدة من المواجهة القضائية المصرفية تشهد تصعيدا مقلقا وتضع البلاد امام عاصفة غامضة العواقب والتداعيات، كان اكبر مرجعين مارونيين سياسي وديني يقومان بزيارتين بارزتين لكل من الفاتيكان ومصر. فالبابا فرنسيس استقبل امس رئيس الجمهورية ميشال عون وابلغه انه مطلع بأسى على ما آلت اليه الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة فيه، وعزمه زيارة لبنان قريبا لاحياء الرجاء فيه، في حين كان شيخ الازهر احمد الطيب يستقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وبعده التقى الراعي أيضا الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط .
وكتبت” نداء الوطن”: مرّة جديدة يجتهد فريق رئيس الجمهورية ميشال عون ويدرج في البيان الرسمي كلاماً منسوباً إلى المضيف، وتقول اللياقة إنه هو من يتكلم عن نفسه، وإذا أراد الضيف أن ينقل موقفاً أو كلاماً معيناً، فالواجب والاحترام يتطلّبان التنسيق بشأنه مع المضيف، لا «التنطح» وإصدار بيانات، فيها من المطولات ما أنزل الله بها من سلطان.
بالأمس، كان عون بضيافة الحبر الأعظم وقد استقبله في لقاء خاص لنصف ساعة، ومثله كان اللقاء مع أمين سر الدولة الكاردينال بييترو بارولين. وبعد اللقاءين صدر عن مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية بيان فيه كلام منسوب للبابا وبارولين، فحتى لو استمرّ اللقاءان لساعات لما استطاع عون ومضيفاه التحدث بكل ما ورد في البيان اللبناني ويبدو أن تحضيره تمّ سلفاً في بيروت، وأضيف عليه فقط في روما الحضور من الجانب الفاتيكاني.
بيان الكرسي الرسولي لم يتضمن أي كلمة عن لقاء البابا وعون واكتفى بالقول إنه «لقاء خاص»، ومع بارولين تركيز على الانتخابات النيابية والإصلاحات وكشف الحقيقة في انفجار مرفأ بيروت كما يطالب أهالي الضحايا، أي إن الكرسي الرسولي يصطفّ إلى جانب المقتولين لا القاتلين الذين يمنعون الحقيقة من الظهور، والأهم أنه لا ذكر على الإطلاق عن وعد بزيارة بابوية إلى لبنان خلافاً لما ذكر مكتب إعلام الرئاسة.