نحو تسوية حتمية أم تأجيل جديد لمعالجة أزمة النظام؟

23 مارس 2022
نحو تسوية حتمية أم تأجيل جديد لمعالجة أزمة النظام؟


ليس واضحا ما اذا كان مسار التسوية في المنطقة والذي سيطال لبنان حتما، وفق المؤشرات المتزايدة، سيستكمل قبل الانتخابات النيابية المقبلة او بعدها، لكن الاكيد ان لبنان بات ينتظر تسوية ما تضع حدا للانهيار الاقتصادي الحالي ، وإن بحدود مدروسة وتفتح الباب امام مرحلة سياسية جديدة كليا.

يقول البعض إن انتظار نتائج الانتخابات النيابية ليس ترفا في السياسة بل ان طرفي الصراع في لبنان لا يزالون، وبالرغم من كل الاستطلاعات، يعولون على نتائج الانتخابات لتحسين شروطهم التفاوضية، وهذا الامر “يعشعش” في عقول مختلف القوى السياسية في لبنان بغض النظر عن حجمها.
بات واضحا امام الجميع ان التسوية قادمة لذلك فهم يسعون الى اثبات وجودهم ورفع سقوفهم وتحسين شروطهم، وهذا ما يفعله الجميع في لبنان من خلال تحركهم السياسي والشعبي والانتخابي والذي يهدف، اما الى ضرب النظام الحالي واضعافه او التمهيد لتحقيق تقدم نيابي او الى ترحيل ملفات مستعجلة الى مراحل مقبلة.
قبل اشهر، ولدى بداية المفاوضات الايرانية السعودية، حصل اتفاق على ان يكون الملف اللبناني في عهدة طرف ثالث نظرا لحجم الخلاف في وجهات النظر بينهما بشأنه، وقيل يومها ان سوريا قد تكون الطرف المناسب لمثل هذا الدور، لكن تطورات كثيرة بدلت الاولويات واخرت الحل بين المعنيين.اليوم يعود النقاش الى اصله في ظل التقارب المتسارع بين دمشق ودول الخليج والذي ظهر عبر زيارة الرئيس السوري بشار الاسد للامارات العربية المتحدة وعبر زيارات اخرى يقال انه سيقوم بها لدول عربية اخرى في المرحلة المقبلة، اذ تطرح التسوية من بوابة دمشق والسعودية.يعمل حزب الله بشكل جدي على تعزيز وجوده السياسي في لبنان ولعل الانتخابات النيابية المقبلة ستشهد تعاظم قوة الحزب وحضوره في حال استطاع الحفاظ على الاكثرية النيابية التي فاز بها عام ٢٠١٨، لذلك فإن الحزب يتجه بخطوات ثابته نحو تكريس فكرة الطرف الاقوى والاقدر على فرض الجزء الاكبر من شروطه في حال حصول اي تسوية.

كل ذلك يترافق مع خطوة سعودية ايجابية تجاه لبنان والتي يبدو ان تفسيرها يحتاج للمزيد من الوقت خصوصا ان هذه الخطوة تتزامن مع تمايز كبير في المواقف بين الخليج والولايات المتحدة الأميركية ومع تحول في السياسة العامة الخليجية تجاه دمشق.يبدو ان العوامل الاساسية للتسوية في لبنان، والتي ستستند على حقيقة تبدل الاستراتيجية الاميركية تجاه لبنان وتراجع نظرية الضغوط القصوى،  بدأ تكتمل، من العلاقات السورية الخليجية الى الليونة السعودية تجاه بيروت وصولا الى الاتفاق النووي الايراني واقتراب الانتخابات النيابية، فهل ستخدم هكذا تسوية لبنان؟ ام ستكون مجرد محاولة جديدة لتأجيل التحلّل الكامل للنظام السياسي الحالي؟