كتبت ” نداء الوطن”: استرعت الانتباه أمس مضامين العظة التي تلاها رئيس مجمع الكنائس الشرقية في الكرسي الرسولي الكاردينال ليوناردو ساندري، على مسامع رئيس الجمهورية ميشال عون قبيل عودته إلى بيروت، خلال ترؤسه قداساً على نية لبنان في دير مار شربل التابع للرهبانية اللبنانية المارونية في روما، بحيث اعتبرت أوساط مراقبة أنّ “عظة” ساندري البابوية نسفت كل “المواعظ والرسائل السياسية” التي حاول تمريرها عون خلال زيارته روما والحاضرة الفاتيكانية، لا سيما لناحية دفاعه عن سلاح “حزب الله” والترويج لضرورة تعايش المسيحيين مع وجود هذا السلاح خارج إطار الدولة، تحت شعار “عدم تأثيره” على الوضع الداخلي في لبنان.وفي المقابل، حرص ساندري في عظته على تأكيد أهمية الحفاظ على “هوية” الكيان اللبناني، مشدداً على وجوب أن يبقى لبنان “أميناً لهويته بين مختلف دول الشرق الأوسط، وعليه الخروج من أزمته الاقتصادية والاجتماعية الخطيرة التي تضربه منذ فترة والتي ضاعفت خطورتها التداعيات الناجمة عن انفجار مرفأ بيروت في 4 آب”، ليوجه بهذا المعنى رسالة بالغة الدلالة قال فيها: “إن التنكّر للايمان يُفقد الهوية، والبحث عن الأمان عبر التحالف مع الطغاة يدمّر الهيكل ويسبي الشعب”، داعياً بشكل غير مباشر المسؤولين اللبنانيين إلى “القيام بفحص ضمير عميق”، مع تحذيره من أنّ “لبنان المنارة المرفوعة على جبل والمطلوب منها أن تشعّ في العتمة، تغدو علامة اضطراب وتعمية لسائر الاخوات والاخوة في البشرية”.وأخطر ما حذّر منه الكاردينال ساندري على مسمع عون «أن لبنان المنارة المرفوعة على جبل والمطلوب منها أن تشعّ في العتمة، تغدو علامة اضطراب وتعمية لسائر الاخوات والاخوة في البشرية».كلام الكاردينال ساندري وما سبقه من كلام للحبر الأعظم البابا فرنسيس وأمين سر الدولة الكاردينال بييترو بارولين، بحسب خبير في الشأن الفاتيكاني، هو بمثابة القول لرئيس الجمهورية وعبره إلى كل الطبقة السياسية الحاكمة «إن كنتم تأتون إلينا لأخذ البركة والدعم عليكم أوّلاً أن تجلسوا إلى كرسي الاعتراف حتى تكون صلاتنا للبنان ولكم مقبولة، وأن تتلوا فعل الندامة والتوبة، ولأنكم لم تفعلوا نحن نعترف عنكم وندلّكم إلى خطاياكم، لعلّكم تنتبهون».
وفيما أفادت مصادر مطلعة لـ «البناء» على زيارة رئيس الجمهورية الى الفاتيكان، إلى أن الرئيس ميشال عون سمع كلاماً مهماً من المسؤولين في الفاتيكان لجهة ضرورة أن يكون لبنان على أفضل العلاقات مع الدول الصديقة والشقيقة له وعدم دخوله في محاور، لفتت المصادر الى أهمية المحافظة على بقاء لبنان في حضنه العربي، مشددة على أهمية بقاء المسيحيين في لبنان، والعمل على معالجة الأزمات الاقتصادية والمالية عبر الإصلاحات المطلوبة من لبنان والتي ركزت عليها المبادرة الفرنسية.